توفي المؤرخ الفرنسي جيلبار مييني المختص في تاريخ الجزائر وحرب التحرير، الأسبوع الماضي بباريس عن عمر يناهز 75 سنة، حسبما علم لدى أقاربه. وعرف هذا المناضل الكبير المناهض للاستعمار منذ 1957، بأعماله العديدة حول تاريخ الجزائر آخرها مؤلف صدر بفرنسا بمنشورات لا ديكوفارت (2010) بعنوان «الجزائر، قلب المغرب العربي الكلاسيكي. من الانفتاح الإسلامي العربي إلى الانطواء (698-1518). كما أصدر بالتعاون مع المؤرخ الجزائري محمد حربي مؤلفا تحت عنوان «جبهة التحرير الوطني: وثائق و تاريخ 1954-1962» لدى منشورات فايارد سنة 2004. بحيث دعا للاعتراف العلني بمسؤولية فرنسا عن مخلّفات الاستعمار بالجزائر، وإقترح رفقة إيريك سفاريس أن يشمل الاعتراف مئات الآلاف من الجزائريين الذين تعرضوا للإبادة خلال الاحتلال 1830 - 1857 لغاية حرب 1954 - 1962، مرورا بالقمع الدموي لانتفاضات (1864، 1917/ 1916، 1945).
في هذا الصدد، كتب المؤرخ بنيامين ستورا في صفحته على الفايسبوك أن وفاة «مؤرخ الجزائر الكبير» «نبأ أليم و محزن»، مذكرا أن الراحل كان حاضرا في فولكس أو فولان في أكتوبر الماضي بمناسبة إحياء مظاهرات 17 أكتوبر 1961. و اشتغل جيلبار مييني بعد الاستقلال، معلما في إطار برنامج محو الأمية الذي باشرته الدولة الجزائرية قبل أن التحاقه بسك التدريس بجامعة قسنطينة خلال ثلاث سنوات.
وكتب أحد أصدقائه وهو كاهن فرنسي في أسقفية ليون، كريستيان دولورم، في رسالة وجهها لكل من عرف المؤرخ ولعائلته، أن جيلبار مييني كان «مؤرخا كبيرا» حيث تكتسي أعماله المكرسة للجزائريين والجزائر طابعا ثريا عظيما لا مثيل له». وأضاف بالقول أن: «رجال ونساء الجزائر وفرنسا لم يقدروا هذا العمل أحسن تقدير، ولكني مقتنع أنه في يوم ما سيعربون عن امتنانهم العميق له بصفة دائمة».