نظمت سفارة الجزائر في بلغراد، وقفة لاستذكار المناضل ومصور حرب التحرير الوطني ستيفان لابودوفيتش، الذي توفي، الأسبوع الماضي، عن عمر ناهز 91 سنة ببلغراد. وقد وقف الوزير الصربي المكلف بالشؤون الاجتماعية وقدماء المحاربين زوران جورجيفي ودراغوسلاف، رئيس مقاطعة بيران (مونتينيغرو) مسقط رأس لابودوفيتش، وكذا السلك الديبلوماسي العربي والإفريقي والعديد من أصدقاء الجزائر، إضافة إلى أعضاء الجالية الجزائرية الحاضرين، وقفة إجلال وترحم على روح الفقيد قبل تقديم التعازي لأسرته.
تمت تغطية نعش الفقيد الذي حمله ضباط متربصون من الجيش الوطني الشعبي بالأعلام الوطنية، وبعد الاستماع إلى النشيد الوطني، أشاد سفير الجزائر في بلغراد عبد الحميد شبشوب بالتزام الراحل، إلى جانب الشعب الجزائري خلال حرب التحرير الوطني. وإثر ذلك، وقع كل من زوران جورجيفي ودراغوسلاف على سجل التعازي المفتوح لهذا الغرض من طرف سفارة الجزائر في بلغراد.
استطاع ستيفان لابودوفتيش المولود سنة 1926 بفضل كاميراته، من تصوير اللحظات التاريخية للجزائر في أوج حربها التحريرية. وفي سنة 1959، قرر الدخول إلى الجزائر عبر تونس لتصوير مشاهد الحرب بمنطقة الأوراس.
كما قلده رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بوسام الاستحقاق في سنة 2012 بمناسبة إحياء الذكرى الخمسين للاستقلال الوطني، وتسلم الفقيد الجائزة الشرفية خلال مهرجان الجزائر 5 للفيلم الملتزم سنة 2014.
وفي برقية تعازي أرسلها إلى أسرة الفقيد، أكد رئيس الجمهورية أن الفقيد كان «رجل قناعة ومولعا بمثل العدالة الاجتماعية والتقدم والحرية وتحرر الشعوب. ساهم الفقيد في كفاح الجزائر ضد الاستعمار، حيث تبنى القضية بشجاعة وتفانٍ، مستعملا كاميراته وخبرته خدمة لقضيتنا». مضيفا، «سمح التزامه التام والأخوي بالكشف للرأي العام الدولي، عن واقع كفاح شعبنا ضد الدعاية الاستعمارية وبتخليد لحظات تاريخية لنضالنا التحرري. كما كان الفقيد شديد التمسك بالجزائر التي كان يحملها في قلبه وروحه».