الشهيد أحمد قايد علي المعروف باسم محمد من مواليد 10 سبتمبر1935، ينحدر من أسرة فقيرة زاول دراسته الابتدائية بمدرسة الحياة للبنين والبنات على يد الشيخ بلملكي عبد الحفيظ رحمة الله عليه، كما أنه تعلم اللغة الفرنسية بإحدى مدارس المستعمر وتنقل بين مدينة قسنطينة وعنابة، بغرض استكمال الدراسة لكن الحظ لم يحالفه في ذلك، فعاد إلى عين ياقوت وعمره لا يتجاوز 17 سنة، ونظرا لحماسته ورغبته في العمل، فقد عينه المستعمر - ليكا - مشرفا على إحدى ورشاته ومع مرور الأيام بدأت تتضح ملامح النضال لدى الشهيد.
فكانت مظاهر التعذيب والتنكيل التي يرتكبها المستعمر، لا تفارق مخيلته فقرر مع بعض رفقائه تنفيذ عملية تستهدف مجموعة من الجنود الفرنسيين، لكن أبوه منعه من ذلك خوفا من تعرض جميع أفراد أسرته للاعتقال والإبادة، إلتحق بصفوف جيش التحرير الوطني سنة 1955، وعمره لا يتجاوز العشرين سنة رفقة خمسة من رفقائه المجندين اجباريا في الخدمة العسكرية بكامل أسلحتهم، وانظم إلى فرقة الكوموندوس وشاءت الأقدار أن يسقط في ميدان الشرف عام 1957 بجبل مستاوة، وبعد مشاركته في عملية تستهدف المستعمر حاصرتهم قوات المحتل ودامت المعركة يوما كاملا.