فقدت الأسرة الثورية أحد أفرادها من النوفمبريين المجاهد شاوش صالح الذي توفي في 30 جوان 2017 عن عمر ناهز 80 سنة، حيث ووري الثرى بمقبرة بني مسوس. وهذا عشية إحياء الذكرى الـ 55 لاسترجاع السيادة الوطنية. كان الراحل من بين الجزائريين الأحرار الذين التحقوا بصفوف الثورة ليبدأ نضاله فدائيا سنة 1955 قبل أن ينضم إلى صفوف جيش التحرير الوطني من 1956 إلى غاية الاستقلال، فيما تعرض للسجن من 1957 إلى 1960.
عمي صالح من مواليد تيغزيرت بولاية تيزي وزو في 10 سبتمبر 1937، وبعد أن تشبّع بقيم الحرية ورفض الواقع الاستدماري الذي فرض التجهيل والفقر على الجزائريين، لم يكن أمامه من سبيل سوى الالتحاق للمشاركة في المجهود الوطني للتحرير على مستوى الناحية الثالثة بالمنطقة الخامسة للولاية الرابعة التاريخية وبالذات بين نواحي الكاف لخضر وجبل صباح غربا.
لقد جاب الفيافي والمداشر والقرى على امتداد الجغرافيا الصعبة للولاية الرابعة لا يغفل ولا يتردد زاده الوفاء للعهد والإخلاص للجزائر. ترك أسرة تعتز بماضيه وإخوانا يتقدمهم كشيدة صحراوي يعربون عن تعازيهم.
ويشير كشيدة صحراوي أمين قسمة المجاهدين لسطاولي التي انتسب إليها الفقيد بعد الاستقلال ليبقى رفقة إخوانه من مجاهدي الولاية الرابعة التاريخية، إلى أنّ صالح شاوش كان مخلصا إلى النخاع ملتزما بالمهام الموكلة إليه بصفة فدائي ميداني محقق. ومكّنته شجاعته وبرودة أعصابه من إنجاز مهام الثورة بكل أمانة دون أن تمنعه أميته من ذلك. فقد غلبت الروح الوطنية لتضع الرجل في مركز التقدير والاحترام من رفاقه.
بعد الاستقلال استقر بمدينة بوزريعة ليواصل حياته وسط أفراد المجتمع فاشتغل موظفا بالخزينة العامة إلى أن أحيل على التقاعد. ولم يغير من قناعته، كيف ذلك والرجل معروف أنه صاحب كلمة لا يقبل المساومة لما يتعلق الأمر بالجزائر وتضحيات شعبها.
هكذا يرحل عنصر آخر من رعيل ثورة أول نوفمبر تاركا الجزائر التي شارك في تحريرها تواصل مسيرتها في ظلّ الاستقلال الذي يشكل القاسم المشترك بين أبناء شعبها الذي يجدّد في كل مناسبة تعلّقه بتاريخه وتمسكه بمكاسب ثورة أسلافه الذين تخصهم الأجيال بالتقدير. رحم الله الفقيد واسكنه مع رفاقه الجنة.