«من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدّلوا تبديلا».
صدق الله العظيم
ذلكم موسى لخضر وزاني المجاهد والمناضل في حزب جبهة التحرير الوطني الذي انتقل، أمس الأول، إلى جوار ربه بعد مرض عضال.
لا أملك الكثير من المعلومات عن المجاهد وضابط جيش التحرير الوطني وتلك عادة المجاهدين الصادقين الذين لا يتكلمون عن أنفسهم إلا نادرا.
الرجل الذي ولد في بلدة مشونش، إحدى بلدات الأوراس، زاول دروسه بمدرسة جمعية العلماء ببلدته التي كان يديرها العلامة الشيخ أحمد السرحاني، ثم انتقل إلى معهد ابن باديس بقسنطينة. وبعد حصوله على شهادة الأهلية توجه إلى جامع الزيتونة بتونس.
خلال إضراب الطلبة سنة ١٩٥٦ قطع دراسته وعاد إلى الولاية الأولى أوراس النمامشة، حيث التحق بجيش التحرير الوطني في الولاية الأولى، مكث فترة قصيرة ثم التحق بالولاية الثانية في الشمال القسنطيني ولست أدري إن كان ذلك بأمر من قيادته في الولاية الأولى أو ذهب في مهمة ولم يستطع العودة.
في الولاية الثانية، كان رفيق الكثير من القادة الميدانيين وكان أحد رفاق المجاهد المرحوم إبراهيم شيبوط... وكان ضابطا محافظا سياسيا.
بعد الاستقلال، تقلد منصب أستاذ في ثانوية محمد راسم، ثم مدير دراسات في القسم المعرب بكلية الحقوق والعلوم الاقتصادية، التي أكمل فيها دراسته ليتحصل على ليسانس الحقوق. ولم ينقطع عن النضال في صفوف جبهة التحرير الوطني، حيث تقلد مهام على مستوى لجنة الثقافة والتربية والإعلام. وكان عضوا في الأمانة الوطنية لمنظمة المجاهدين، كما تقلد منصب أمين محافظة جبهة التحرير الوطني بسكيكدة.
ذلكم بعض القليل من الكثير الذي أعرفه عن المجاهد المناضل والصديق سي لخضر وزاني، الذي فارق، أمس الأول، دار الفناء ليلتحق بدار البقاء نظيفا نزيها شريفا، آمنا مطمئنا..
«إنا لله وانا اليه راجعون».