من المناضلين اليساريين الذين ناضلوا إلى جانب الشعب الجزائري خلال حرب التحرير، كعبد القادر قروج وفيليكس كولوزي، ينتمي إلى فئة الأقدام السوداء الناقمة على النظام الاستعماري، كان يعمل في الجيش الفرنسي في الجزائر وكان متعاطفا مع الثوار الجزائريين في نضالهم ضد المستعمر، ساند فكرة العمل المسلح على الإدارة الاستعمارية، وقد أعدم في 11 فيفري 1957 بعد انشقاقه وانضمامه لجيش التحرير الوطني، إنه فرناند إيفتون.
ولد في 12 جوان 1926 في حي «سالم باي» بالجزائر العاصمة،لأبوين معمرين فرنسي وأمه إسبانية حيث كان يقطن فرنسيون بسطاء لم يكن النظام الاستعماري يعني بالنسبة إليهم أي شيء، سوى القسوة والمعاناة. دخل الجيش الفرنسي كملازم، لكنه سرعان ما تفاجأ بالوحشية الفرنسية ضد الجزائريين وهذا ما جعله ينشق وينضم للحزب الشيوعي الجزائري المناهض للاستعمار ثم إلى جيش التحرير، ناضل ايفتون في الحزب الشيوعي الجزائري، مثل والده، وتعرف على مناضلين يساريين جزائريين أمثال أحمد عكاش وهنري مايو.
شارك إيفتون في معركة الجزائر، كان ينتمي إلى’’كومندو الجزائر العاصمة’’ ، بحيث استهدف عددا من المنشآت الفرنسية بما في ذلك العملية التي نفذها ايفتون نفسه يوم 14 نوفمبر 1956، وشملت تفجير مصنع الغاز بالحامة، فألقت عليه السلطات الاستعمارية القبض وحكم عليه بالسجن بربروس ونفذ فيه الحكم بالإعدام في 11 فيفري 1957، وقد أدانت جبهة التحرير والدول الشيوعية إعدامه ووصفته بالمقيت. دفن بالعاصمة الجزائر وقامت الجزائر بتخليده بتسمية شارع باسمه وعدة مؤسسات نظير أعماله.