كان لزاما على قيادة الولاية استغلال المناطق الصحراوية أو شبه الصحراوية، والسهوب التي يكثر فيها السكان الرحل لتطبيق أساليب وطرق القتال الخاصة بجيش التحرير الوطني التي تعتمد على استغلال عامل اختلاط المجاهدين بالرعاة غالبا.
تكوّنت الولاية السادسة من ناحية التقسيم الإداري ثلاث مناطق امتدت حدودها جنوبا إلى أعماق الصحراء الجزائرية، انتشرت عبر رقعتها الشاسعة عدة مدن من أهمها بوسعادة، الجلفة، بسكرة، الأغواط، غرداية، توقرت، الوادي، ومن الناحية الاستراتيجية سمحت الممرات الصحراوية عبر منطقة الوادي، والمطلة على الحدود التونسية للولاية بالانسحاب التكتيكي لقوات جيش التحرير الوطني لإيجاد منافذ آمنة وتجنب الاختناق، أما فيما يتعلق بالحدود الصحراوية جنوب الولاية فكانت غير مستقرة وغير دقيقة نظرا لشساعة مساحتها وطبيعتها القاحلة والقاسية.
كان نظام جبهة وجيش التحرير الوطني، متمركزا في كل أرجاء الولاية، خاصة وأن الشعب الجزائري كان ملتفا حول ثورته، كما أن جيش التحرير عزز ضرباته على الفئات المعادية للثورة لإفقادها كل قدرة على المناورة والتضليل، كما تمكّنت كتائبه من إلحاق خسائر فادحة بصفوف العدو خلال معارك طاحنة، كمعركة جبل بوكحيل وجبل دلاج وجبل ثامر التي استشهد فيها العقيدان سي الحواس قائد الولاية السادسة وعميروش قائد الولاية الثالثة بتاريخ 29 مارس 1959.
وتجدر الإشارة، إلى الولاية السادسة آخر الولايات التاريخية تأسيسا بمقتضى قرارات مؤتمر الصومام 20 أوت 1956، حيث كلف علي ملاح الملقّب «سي الشريف» بقيادتها ورثت الولاية الجديدة جزءا تابعا للولاية الخامسة والمتمثل في الأغواط، حاسي الرمل، غرداية، وجزءا من الولاية الأولى المتمثل في بسكرة والوادي من جهة إضافة إلى الجزء الأوسط للأطلس الصحراوي مع جبال أولاد نايل وجبال زاب المتميزة بقلة الارتفاع وقلة الأشجار.