استوقفني مقال حول إحدى الشخصيات الجزائرية إبان حرب التحرير الوطني - والتي للأسف نجهلها - وهي محمد بن موسات أول أميرال للبحرية الجزائرية الحديثة، المولود في 19 نوفمبر 1936 بتلمسان، انضم إلى صفوف الثورة وكلّف بمهمة تهريب السلاح من وجدة الى الجزائر في قارب سمك سنة 1955، ثم أرسل من طرف قيادة الثورة الى مصر ليدرس في الكلية الحربية خلال الفترة 1957 - 1959، وتخرّج برتبة ملازم.
أرسل مع طلبة ضباط جزائريين إلى التكوين في الاتحاد السوفياتي في مدينة بوتي على ضفاف البحر الأسود من 1959 إلى غاية 1962.
غداة استقلال الجزائر عين الأميرال بن موسات قائدا للبحرية الجزائرية في سن 26 سنة، جمع حوله مجموعة من زملائه الضباط ليحقّق حلم استرجاع مجد أقوى بحرية في البحر الأبيض المتوسط، بحيث استدعي للدراسة لمدة سنة لقيادة أركان في روسيا سنة 1965، بدأ تكوينه في موسكو ثم انتقل إلى سان بيترسبورغ (لينينغراد)، وأثنى عليه أساتذته وتنبّئوا له بمستقبل زاهر، وعند رجوعه في أفريل 1966 اهتم بفتح مدرسة تامنفوست “لابيروز” للبحرية، وعقد اتفاقيات مع أرقى وأعرق المدارس البحرية إيطالية، بريطانية، روسية وفرنسية، وقام بتعتماد اللون الأبيض للبحرية وكان أول من رفع العلم الجزائري عند استعادة القاعدة البحرية لسيدي الكبير في 02 فيفري 1968 تاريخ جلاء آخر جندي فرنسي.
قام بن موسات ببناء قوات بحرية من العدم، تنحّى عن منصبه وعين في البعثة الدبلوماسية للمكسيك سنة 1979، وكأول سفير للجزائر في المكسيك من 1980 الى 1983 ثم بعدها إلى هولندا. وافته المنية سنة 2004 بعد تعرّضه لأزمة قلبية، وكانت جنازته رئاسية شارك فيها كل أفراد البحرية الذين كوّنهم.