جرائم الاستعمار الفرنسي في حق الشعب الجزائري الأعزل لا تعد ولا تحصى، وهي جرائم يندى لها جبين الإنسانية من وحشيتها والتفنن في تعذيب أجدادنا، نذكر منها على سبيل الحصر كتيبة الذئاب الحمراء وهي فرقة أنشأت عام 1955 بأمر من الرئيس الفرنسي «ربنيه كوتي» وكان غرضها بالأساس كما قال الرئيس الفرنسي في مذكراته: «إرهاب» الجزائريين خاصة البربر في منطقة القبائل ليتوّقفوا عن دعم متمردي جبهة التحرير، على حد قوله».
تم تكوين الفرقة من السجناء في فرنسا (خاصة القتلة و السفّاحين واللّصوص)، حيث عرضت الاستخبارات الفرنسية عليهم العفو، مقابل الخدمة في الجيش الفرنسي في الجزائر و العيش بحرية هناك.
ضمّت الفرقة أكثر من 4700 رجل وسرعان، ما توّسعت لتضم مجموعة تسمى بالأيادي الحمراء و فرقة الشباب المسيحيين الفرنسية، ليصل عددها إلى 6 آلاف رجل وجرى تدريبهم في السجون الفرنسية في الجزائر على أساليب القتل والتعذيب الوحشية، وباستخدام السجناء الجزائريين خاصة في سجن بربروس بالعاصمة.
أرسلت الكتيبة إلى جبال الجزائر، لترتكب أبشع الجرائم التي يندى لها جبين البشرية ولم ترتكب حتى في العصور الغابرة، وقد أبادت الكتيبة قرى كاملة عبر أساليب القتل المختلفة كاغتصاب الأطفال والنساء، وذبحهم وإحراق الرجال أحياء في أفران الغاز أو سكب سائل حارق على وجوههم أو حتى تقطيع الأوصال و الأعضاء التناسلية للسكان القرويين أو حشو المتفجرات في أجوافهم وتفجيرها.
كانت هذه الجرائم ترتكب ضد مدنيين من سكان القرى في جبال الأوراس وجبال القبائل التي يشتبه الجيش الفرنسي أنها تقدم يد العون للمقاومة الجزائرية، لكن حلت الكتيبة عام 1962 بأمر من الرئيس الفرنسي شارل ديغول بعد الاشتباه بأن أغلب أعضائها كانت لهم ارتباطات مجموعة كوماندوا الدلتا ( الجيش السري الفرنسي )، التي حاولت تنفيذ اغتيال ضد الرئيس الفرنسي، كما أنها تسببت في ازدياد أعمال المقاومة ضد الجيش الفرنسي إبان الثورة الجزائرية.