اليوم العالمي لمكافحة الألغام

الجزائر ملتزمة باتفاقية «أوتاوا» لحظر الألغام المضادة للأفراد

شرعت الجزائر في نزع ألغام الحقبة الاستعمارية والتكفل بالضحايا مباشرة بعد الاستقلال 1962، حيث أنشئت الدولة الجزائرية بالتعاون مع الاتحاد السوفياتي، فيلقين للقيام بعملية نزع الألغام المزروعة على طول الحدود مع تونس والمغرب، كما أن الجيش الوطني الشعبي شرع في هذه المهمة بموجب دستور1963 الذي حث في مادته العاشرة على مسح كل بقايا الاستعمار.

 التزمت الجزائر بعد الاستقلال، بالتطهير والتدمير والتوعية من مخاطر الألغام المضادة للأشخاص مع رعاية ومرافقة الضحايا،  وهو ما تنص عليه اتفاقية «أوتاوا» لسنة 1997،  لحظر الألغام المضادة للأشخاص الذي انضمت إليها الجزائر سنة 2000.
  اعترضت أفراد جيش التحرير الوطني صعوبات، كعدم توفر مخططات تسجيل الألغام الاستعمارية، وتنقل الألغام من موقعها الأصلي جراء انجراف التربة، وكذا صعوبة التضاريس لاسيما بالمناطق الغابية، وتجدر الإشارة إلى أن الخطين المكهربين والملغمين اللذين زرعهما المستعمر بين 1956و1959، يمثلان معدل 3،1 لغم لكل مواطن جزائري، وأن الجيش الاستعماري قام بزرع 11 مليون لغم على حدود الجزائر الشرقية والغربية.
 في هذا الإطار، تقوم هيئة الأمم المتحدة كل عام وفي مثل هذا اليوم الذي يصادف اليوم العالمي لمكافحة الألغام في 4 أفريل من كل سنة، بتذكير العالم بخطر انتشارها وخاصة تلك المضادة للأفراد، والتي ما تزال تحصد الآلاف من الأبرياء مخلفة 15 إلى 20 ألف قتيل، أو مصابون بعاهات مستديمة، لهذا ترمي الأمم المتحدة إلى أن تظل هذه المسألة محط اهتمام الرأي العام،  لضمان استمرار التمويل وتسوية المسائل العالقة في اتفاقية «أوتاوا» المبرمة في عام 1997، كمسألة التقيّد العالمي بالمعاهدة، ولهذا تعمل جميع الهيئات والمنظمات الدولية على أن تبقى المسألة مطروحة، كي لا تبقى في  طي النسيان في البلدان المتضررة منها.
الجزائر تحتفل، كباقي دول العالم باليوم العالمي لمكافحة الألغام كونها أكثر تضررا من جريمة الاستعمار البغيض، التي خلفت ضحايا من الرجال، النساء، الأطفال والفلاحين وبوجه الخصوص الرعاة، حيث تكفلت وزارة المجاهدين بالضحايا  بتقديم لهم منحة تتفاوت قيمتها حسب درجة العطب، علما أن الجزائر لا تتوفر على إحصاءات دقيقة وأن خطر الألغام لا يزال قائما حتى اليوم،  حيث لا زالت تحصد أرواح الأبرياء بفعل العوامل الطبيعية والرياح خاصة في الجنوب الشرقي إلى جانب الأضرار بالمحيط. غير أن فرنسا ترفض تحمّل مسؤوليتها في هذه الجريمة التي ارتكبتها ضد الشعب الجزائري وما تزال تحصد العديد من الأرواح، ناهيك عن الإعاقات.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024