اسم مازال يتردّد في جبال وسهول الجهة الشرقية، بعد الإستقلال ترك بصماته في الأجهزة الأمنية التي كان له الفضل في إنشاء البعض منها، من أجل الحفاظ على أمن واستقرار البلاد.
المجاهد «حمّة لولو» من مواليد 05 نوفمبر 1936 بالحنانشة بسوق أهراس، ينتسب إلى عائلة بسيطة بمشتة الحويمة ببلدية الحنانشة، زاول تعليمه بالمدرسة الإبتدائية بنفس المشتة قبل أن يلتحق «بجامع الزيتونة» بتونس، انضم إلى صفوف جيش التحرير الوطني في سنة 1955 وعمره آنذاك لم يتجاوز التاسعة عشرة سنة ،»الشعب» ترصد مسيرة المجاهد الثائر.
كلف «حمّة لولو» في جانفي 1955 بقيادة فيلق بالناحية الشرقية، وبالتحديد بمنطقة الحدود الجزائرية التونسية، أين خاض عدة معارك ومواجهات مع قوات الإحتلال الفرنسي، حيث كان قائدا للفيلق الرابع، خاض العديد من المعارك نذكر منها: معركة «ويلان» في 18 مارس 1957 الشهيرة بجبل ويلان، وكذا تنفيذ هجوم عنيف على المركز الفرنسي بحد وادي الساقية وهذا بتاريخ 12 ماي 1958، تكبدت أثناءها عساكر الإحتلال خسائر فادحة، كما غنم المجاهدون بكمية معتبرة من الذخيرة، في حين أصيب الراحل «حمّة لولو» بجروح خفيفة رفقة بعض المجاهدين بحسب رواية رفيق دربه المجاهد رفيق جوايدية.
بتاريخ 24 ماي 1959، شارك الراحل «حمّة لولو»، في معركة جبل سيدي أحمد والتي دامت من الساعة السابعة صباحا إلى غاية الثامنة مساءً، إضافة إلى معركة كبيرة تسمى معركة «القوارد»، ومعركة الشرق المعروفة بمعركة «التوانسة».
بعد الاستقلال إلتحق «حمّة لولو» بجامعة الجزائر، أين توقفت دراسته في مستوى السنة ثانية للكفاءة الجامعية، ثم دخل بعدها عالم السياسة، حيث تقلد مسؤوليات عدة بين مصالح وزارة الدفاع الوطني ووزارة الداخلية، وكان أول مسؤول مباشر على أول فرقة للتدخل تابعة للمديرية العامة للأمن الوطني، وظل يعمل بإخلاص وتفاني إلى أن وافته المنية في 17 مارس 1986، إثر مرض عضال ودفن بمقبرة الشهداء بسوق أهراس، بجوار أبطال صنعوا تاريخ ومجد هذه الأمة.