عرفت مدينة عين بسام، الواقعة جنوب ولاية البويرة، والتي كانت تابعة للولاية التاريخية الرابعة إبان التقسيم الثوري أحداثا حاسمة في مسيرة الثورة التحريرية الكبرى، ولعلّ أهم الأحداث التي وقعت بالمدينة والتي أربكت العدو تلك التي حدثت في إحدى ليالي فصل الربيع من سنة 1958 حيث تمكنت مجموعة من المجاهدين من التسلل إلى المدينة بتأمين من الفدائيين والوصول إلى مخزن للأدوية والأسلحة الواقع وسط المدينة، وتمكنوا من الاستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة والأدوية.
هذه العملية تبعها رد فعل عنيف من قبل المستعمر الفرنسي، بأكبر عملية سميت بعملية «المنطاد» والتي قادها الجنرال دايو لأكثر من 6 أشهر قصف من خلالها بالطائرات العسكرية والمدفعية مناطق جبال الأخضرية، شمال عين بسام وجبال سوق الخميس.
يضاف إلى ذلك قام المستعمر الفرنسي، باعتقال عدد كبير من المواطنين وزجهم بسجن سور الغزلان، وكان من بين هؤلاء السجناء سكاك العيد ، تومي إبراهيم، بوشاقور العيد، شطار سليمان، شاربي سليمان وغيرهم كثيرون، وطالت فترة الترقب من قبل مواطني المنطقة وأهالي المساجين، حيث لا يمر يوم إلا ويسألون عن مصير هؤلاء المعتقلين إلى أن وصل اليوم المشهود وهو يوم سوق أسبوعي بالمدينة المصادف ليوم 29 من شهر جوان 1959.
أين قام جيش المستعمر بإطلاق عيارات نارية على الجزائريين المتواجدين بالسوق، من أجل تفريقهم ولحضور عرض إحدى مسرحيات المستعمر، كان أبطالها مجموعة من المساجين الذين تم اقتيادهم إلى ساحة «لارموند»، وهو مكان كان يستعمل لتلقيح الحيوانات، فتم إنزال ثلاثة عشر سجينا من بين اثنين وعشرين آخرين، وتم وضعهم أمام الحائط ليتم إعدام إحدى عشر سجينا بالرصاص أمام مرأى ومسمع سكان المدينة، فيما تم إطلاق سراح اثنين منهم هما: شطار سليمان والمجاهد الفقيد شاربي سليمان.
لتبقى الساحة معلما تاريخيا شاهدا على مدى بشاعة المستعمر الفرنسي، وأثار الرصاص التي ما تزال مرسومة على الحائط تعكس همجية الاستعمار الغاشم لتخلد بمقبرة للشهداء.