هو محمد بن عبد الله من أولاد سيدي أحمد بن يوسف فرع قبيلة أهل غسول قرب عين تموشنت، استقر في مدينة تلمسان عام 1840، واشتغل معلما للقرآن في زاوية أولاد سيدي يعقوب التابعة.
بعد احتلال تلمسان في أواخر شهر ديسمبر 1841، حمل لواء المقاومة ضد الفرنسيين لمدة تقارب 30 عاما. كان في بداية نشاطه يتستّر بثياب التعبد حتى لا يثير شكوك الفرنسيين حوله، وعندما اكتشف أمره عام 1844 غادر تلمسان إلى الإسكندرية، ومن هناك اتجه إلى مكة لأداء فريضة الحج، واتصل بعدد من الجزائريين المنفيين والمطرودين والهاربين من الضغط الفرنسي، وكان من بينهم محمد بن علي السنوسي، الذي طرد من الجزائر عام 1849.
عاد محمد بن عبد الله إلى الجزائر لإعلان المقاومة، مستغلا بذلك أحداث المقاومات التي كانت تندلع هنا وهناك، واستطاع أن يجند العديد من الناس تحت لوائه، لاسيما القبائل الصحراوية. وكانت ورقلة أول هدف وضعه نصب عينيه، فاستطاع الإستيلاء عليها
وجعلها مركزا لنشاطه، وبعد ورقلة فكّر في الإستيلاء على تقرت التي تخضع لسلطنة عائلة ابن جلاب، فاتجه إليها وانضم إليه سلطانها السابق سليمان بن جلاب، كما انضم إليه سكان متـليلي.
غادر بن عبد الله بعدها تقرت واتجه إلى جبل عمور لجمع المزيد من الأنصار، وللقضاء على حركته قام الجنرال راندون بتجنيد 3 ثلاث فرق كبيرة لمحاربته، فاشتبك معه في معركة عين الرق قتل من الفرنسيين حوالي 200 رجل، فاستقبل في الأغواط، وأظهر بطولة فائقة في الدفاع عن المدينة وقصورها خاصة بعد انضمام ابن ناصر بن شهرة، إلى أن سقط بتاريخ 4 ديسمبر 1852.
علما أنّ نشاط محمد بن عبد الله توقف إلى غاية فيفري 1853 حين حاول استرجاع الأغواط، إلا أنه فشل بعد اشتباكات ومعارك في بريزينة والرويسات.
انتقل بعدها إلى تونس ثم عاد مرة أخرى إلى ورقلة في شهر سبتمبر 1854، وأخذ يتنقل بين المناطق الصحراوية ويتردد على تونس، إلى أن ألقي عليه القبض بمساعدة الباشا آغا سي بوبكر ولد حمزة، ويجهل المدة التي بقي فيها مسجونا، ولم يظهر مرة أخرى على مسرح الأحداث إلا بعد انطلاق ثورة أولا سيدي الشيخ عام 1864.
انضمّ إلى سي الأعلى وسي الزبير وسي محمد، وبقي معهم مدة من الوقت ثم اختلف معهم وانسحب إلى تونس لعدة سنوات، ولم يظهر إلا أثناء مقاومة المقراني 1871، فاتصل بابن ناصر بن شهرة في تقرت وبوشوشة في ورقلة، وربط صلاته بأولاد خليفة الذي شارك معهم في ماجمة واحة ليانة بالزاب الشرقي، ومن هناك عبر الحدود إلى نفطة، ومنها بئر العليق ثم وادي بودخان ومنه إلى منطقة الكاف التونسية، فاعتقله هناك الباي وسجنه عام 1876 بعد حادثة مقتل العربي المملوك حاكم سوف.
بعد احتلال تونس عام 1881، غادر بن عبد الله قريته إلى الحدود الشرقية الجنوبية بجوار طرابلس مدة، ثم عاد مع باقي المهاجرين إلى الجنوب التونسي، إلى أن توفي عام 1895.