من المدن التي أحدثها الاستعمار الفرنسي سنة 1907 وقد أطلق عليها إسم فرنسيس قرنيfransisgarnier وكانت تابعة لبلدية تنس وفي سنة 1957 انفصلت عنها، تتميز بآثار يعود إلى فترة العهد الروماني، حيث الصخور المنقوشة والتي عثر عليها مع نقود صغيرة يعود تاريخها إلى العهد الروماني .إنها مدينة بني حواء التي تتوقف عندها “الشعب” في صفحة مدن وتاريخ.
سكن الإنسان هذه المنطقة التي كانت ذات أهمية إستراتيجية بوجود غابات كثيفة وأراضي المروية، وأسس الفينيقيون المرافئ العديدة في المنطقة منها شرشال قونوقو [قوراية]، وكارتيناي [تنس] لمبادلة التجارة والأواني الحرفية مع سكان المنطقة. وفي 33 قبل الميلاد سيطر الرومان على المنطقة وأسس مستوطنة في تنس.
أصبحت المنطقة مصدرا مهما لموريطانيا القيصرية وكانت مدينة الشلف مقرا عسكريا لمراقبة القبائل المتمردة ضد الاحتلال .تأثرت الناحية الساحلية والسهول بالنفوذ القرطاجي في القرن 3 قبل الميلاد لتوحيد نوميديا من طرف مسينيسا.
عودة إلى البدء
وفي عهد الفتوحات الإسلامية سيطر المسلمون على المنطقة عام 675م تحت قيادة أبو المهاجر دينار وعمرت المنطقة بقبائل زناتة و مغراوة، أصبحت تنس جمهورية مستقلة.
سيطر أولاد قصير في فترة 1774 التي كانت من أقوى القبائل في هذه السنة التي تمردت ضد باي وهران دام سنوات حتى مبايعة الأمير عبد القادر، ليصبحوا ضمن الأغا للتنظيم العسكري للأمير وأذكر أن بني حواء اسم القبيلة التي تسكن قرية برشك التي سماها الفرنسيون fransisgarnier
ولبني حواء هؤلاء ميزة خاصة حيث أن الوثائق تذكر أن باخرة أوروبية تحمل عددا من الأخوات ( البيض ) أرسلت ببرشك في طريقها إلى روما.
بدأ السكان يترقبون هذا الحدث عند وصوله، فكثر الوافدون إلى هذا المكان، اختلطت الأصوات وأسرع السكان لإنقاذ الموقف، وتم ضيافتهن، وبقين في أحضان سكان القبيلة.
وتزوج بهن ومن هنا فهم يمتازون إلى يومنا هذا بنصاعة البياض وزرقة
العيون وشقرة الشعر كما يقول الشيخ المهدي البوعبدلي. ولازال المعلم الذي يتمثل في ضريح ( ماما بينات ) بالقرب من شاطئ بني حواء، هذه المرأة حسب الروايات المتداولة فإنها نجت من الغرق بعد تحطم سفينة البانال ( banal ) حيث انطلقت من ميناء تولون Toulon بفرنسا عام 1802 متجهة إلى أوروبا لكن عاصفة هوجاء حولت السفينة إلى بني حواء و كان من بين الناجين من الغرق ستة رهيبات من جنسية هولندية وفرنسية حيث استقرن بالمنطقة.
لقد تزوجت ماما بينات رئيس القبيلة و نظرا لنشاطها الإنساني في علاج ورعاية الأطفال تعلق بها وأحبها كل أهالي المنطقة.
أرفق بهن السكان وتم ضيافتهن بكل إحسان، وجعلوا يطعموهن و يشفقن عليهن، بعدما أصبحن عرائس تزين بحضورهن و تبهج المكان، وتعمل الأيام عملها فأصبحن زوجات لبعض مواطني القرية. وعند وفاتها شيدوا لها ضريحا والذي كان مقصد السكان لزيارتها وخلال الفترة الاستعمارية قام احد المعمرين ببناء ضريح مازال موجودا إلى يومنا هذا و تم إعادة ترميمه وتهيئته سنة 2008 بعد منح إعانة مالية من طرف سفير هولندا بالجزائر و الذي زار هذا الضريح في فترة الأشغال.
نوفمبر الثورة والتاريخ
ثورة 1نوفمبر:
قام سكان المدينة بقطع التيار الواصل لمنجم بريرة وميناء بني حواء الناقل لمعدن الحديد المستخرج من المنجم و المحول إلى ما وراء البحر، والتي كانت ثروات البلاد تنهب
لصالح العدو التي كان يدعم صناعته آنذاك، وقام تفقير سكان المنطقة وتجهيلهم، وكان الأمر في البداية مرعب يحمل كل أنواع العذاب.
انطلقت ثورة 1 نوفمبر في المنطقة كبقية المناطق الاخرى، وقام العدو بجرائمه لا حصر لها، أذكر عيينات كلما اقتضت الضرورة: كان يخرج إلى القرى ويجمع السكان ويفتش عن المجاهدين الشجعان الذي كانوا له بالمرصاد، ولتوصل إلى سبب المعارك التي تقام في المنطقة.
ولم يكن المواطن آنذاك في درجة الوعي ليصدقوا أنهم يتحدون العدو مهما كان، وكان المنجم مصدر رزق و لكن انتفضوا واتخذوا موقفا وإعلان الثورة التحريرية وهي منطقة تجمع التنوع الطبيعي بين الجبال الصخرية والطبيعية الخضراء التي تحيط بها المنحدرات الصخرية العالية جمال وتنوع في مناظر الصخور.
وصلت طلائع الثورة في 1958 وفي حدود العاشرة ليلا تقرر الهجوم على ثكنة قرب بلدية بني حواء بعد دراسة شاملة تحتوي ثكنة العدو على العدد و العدة من خلال جمع المعلومات.
تحركت الكتيبة بقيادة نور الدين و سي عثمان نائبه وبعد توزيع الأفواج وحدد كل مكانه ومهامه تتشكل الكتيبة من مجاهدين ناشطين وبتسليح الأفواج أعطيت الإشارة إلى الهجوم على المركز راحت رشاشات المجاهدين تمطر على العدو لكن المركز كان في حصن تام.
حدث ما لم يكن في الحسبان استشهد سي نور الدين و بعض المجاهدين حمل المجاهدون الشهداء وتوجهوا إلى جبل بيسة ووقفوا بإجلال ترحما على أرواح الشهداء.
لقد أخذ المجاهدون الحذر من قنبلة المنطقة شرعت دورات المجاهدين رصد تحركات العدو بدأت سفن في إنزال على الساحل تفرغ معدات عسكرية، تشحن وتفرغ وبدأت بوارج تقصف قمم بيسا، تحركت قوات العدو في بطء تحت غطاء القصف الكثيف من البحر وأسراب من الطائرات اتجه العدو إلى الجبل للتفتيش
وفي هذا الوقت استعد المجاهدون بكل إيمان بعدما أخبرت الحراسة بأن العدو عاد يمشي باتجاه المركز وبسرعة فائقة أعطى سي عثمان توجيهات دقيقة نصب الرشاشات في روابي وفي الجبل وفي الطريق عاد العدو وفي كتفه أسلحة كأنهم في عطلة يمشون في غابات الجزائر دخل العدو الكمين وأطلق المجاهدون نيرانهم ولاذ العدو بالفرار وكانت الأفواج الأخرى تنتظرهم ليجده مسدودا وسلم العدو نفسه يرمي السلاح ورفع الأيدي تحصل المجاهدون على الأسلحة شن العدو هجوما على المنطقة و أسرع لمحاصرة المجاهدين بعد قتل العشرات من عساكر العدو قصف العدو المنطقة برا و بحرا وجوا و احضر الدبابات و طائرات تم تمشيط واسعة لم يجد العدو ما يفعله سوى الانقلاب على سكان المحتشدات لتسليط العقاب عليهم.
غير أن ثورتنا عظيمة، والأ؛ياء لم يقدروا عليها الشهداء غير أن الشعب الجزائري متميز في تاريخه و دينه وفي لغته ووحدته الوطنية.
جانب من معارك الحرية
أطلق العدو العنان لجنوده ومرتزقته يعيثون في الأرض فسادا يقتلون الأطفال و يبقرون البطون و يحرقون كل شيء لقد بلغ جنونه و وحشيته أقصى مداه و يشتكي سكان بني حواء من غياب العقار لإتمام مشاريع فعلى المعنيين بالأمر أن يهتموا بتوسيع العمران و استعادة العقار لمواصلة التنمية و توسيع المرفئ البحري بالنظر إلى ما يتوفر عليه من إمكانيات و تدعيم الصيد البحري لامتصاص البطالة .
فبلدية بني حواء تتوفر على إمكانيات طبيعية تؤهلها لان تكون قطبا سياحيا بموقعها المتميز على طول شريط البحر، وتعتبر من أروع المناطق ومن أبرز المعالم السياحية التي ارتبطت بجبل بيسا.
كما تتوفر البلدية على ثروات طبيعية هامة كالصيد البحري الذي ما زال ينقصه الكثير من الهياكل، وتتوفر على ثروة سمكية غنية مشهورة تحتاج إلى أيدي ماهرة وإلى إمكانات مادية.
كما تشتهر بإنتاج المحاصيل الزراعية الكبرى وجمال خضرتها و من حيث المناخ و التضاريس يوفر كل شروط الراحة للمصطاف الذي يبحث عن الأمان و الراحة و هما عاملان متوفران بذات الموقع البحري المميز و تمتزج فيها خضرة الأشجار التي تغطي الغابات المواجهة للبحر بزرقة ماء البحر أخاذة عظيمة مثيرة قدرته عجيبة جلاله يدهش العقول ، البحر رائع ساخر جذاب مهيب. وعندما تسقط عليه أشعة الشمس فتتلألأ مياهه بالألوان فتزين ظلام جوفه المخيف.