تشاء الأقدار أن يرحل عنا المجاهد إبراهيم شيبوط وزير المجاهدين الأسبق في 02 أوت شهر البطولات أياما قبل الاحتفال بالذكرى المزدوجة لـ 20 أوت 1955، التي تمثل الهجوم على الشمال القسنطيني و20 أوت 1956 انعقاد مؤتمر الصومام، دون أن يحضر احتفالات هاتين المحطتين الهامتين في تاريخ الجزائر المستقلة.
وقد دأب على المشاركة في احتفلات 20 أوت 1955، كلما حلّت هذه المناسبة العظيمة، بالتوجه إلى مسقط رأسه بسكيكدة لإحياء الذكرى رفقة أصدقائه في الكفاح، ليستذكر بطولات من كانوا معه، تاركا لنا مؤلف يعد مصدرا أرشيفيا مهما، وهو كتاب بعنوان” زيغود الذي عرفته”. يسرد فيه شهادته عن الشهيد والذي سلمني نسخة منه حين نزل ضيفا على جريدة”الشعب”.
للأسف رحل هذا المجاهد في صمت، دون أن تحظى جنازته باهتمام من قبل السلطات المحلية لولاية سكيكدة أين دفن حسب وصيته لعائلته.علما أن رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة قد أشاد بشجاعته وبطولاته إبان الثورة التحريرية، وبالتحديد بمنطقة سكيكدة رفقة مجموعة من الوطنيين المخلصين بقيادة الشهيد الرمز زيغود، متحديا الإدارة الاستعمارية، واصفا الفقيد بمعدن الصدق الذي تخرج من رحم الحركة الوطنية وتشبع بقيمها، ومجاهدا شهما وقدوة للأجيال تستلهم من فضائله عبرا ودروسا.
ومن مقولة الشهيد زيغود التي ذكرها المرحوم شيبوط في كتابه “نعيش في وسط الشعب مثل السمكة في الماء”، وحسبه أن هذه الفكرة طبقتها جبهة وجيش التحرير الوطنيين لغاية 19 مارس 1962، بالرغم من بطش الاستعمار وخلقه للمحتشدات لعزل الشعب عن الثورة، مضيفا أنه إتباعا لتعليمات زيغود تكفل جيش التحرير الوطني بإعادة كرامة الشعب الجزائري، عبر تنفيذ هجومات الشمال القسنطيني في 20 أوت 1955، من خلال العمليات الفدائية لضرب المواقع العسكرية للعدو، ونصب الكمائن التي خلقت جوا من عدم الأمن.
وأكد الفقيد شيبوط في مؤلفه، أن الشهيد زيغود يستحق ومن حقّه أن يكتب عنه المؤرخون وينتج السينمائيون عنه أفلاما لكسر النسيان، لأنه كرس شبابه لاستقلال الجزائر.