أحيت الأسرة الثورية ومتحف المجاهدين بالمدية بذكرى هجوم الشمال القسنطيني في الـ 20 أوت 1955 بتنظيم عدة نشاطات، حيث استذكرت بعض الرموز من بينها الشهيد الرائد محمود باشن المدعو بأسد التيطري، والذي يرتبط اسمه بثانوية قطيطن.
وفي هذا الصدد، يشير بعض المهتمين بالمجال التاريخي لـ«الشعب” بأن الشهيد الذي تقلد منصب رائد في جيش التحير الوطني، هو ابن عبد الرحمان وبوقلقال فاطمة، من مواليد 04 جويلية 1928 ببلدية المدية، نشأ وترعرع في أحضان عائلة جزائرية متوسطة الحال كأغلب العائلات في ذلك الوقت، وتابع تعليمه الإبتدائي بالمدية، وكذا تعليمه القرآني واللغة العربية في نفس الوقت بإحدى الكتاتيب، حيث أنعم الله عليه بحفظ القرآن الكريم.
انخرط أسد التيطري ورفيق الشهيد العقيد سي الطيب الجغلالي، في صفوف الحركة الوطنية منذ الخمسينات، حيث لعب دورا مهما في تغذية الروح الوطنية والحس الثوري بين أوساط المواطنين، ولا سيما لدى الشباب على وجه الخصوص وكان ابن المدية عند إندلاع الثورة التحريرية المباركة في أول نوفمبر 1954 من بين العناصر الأساسية الأولى، التي ساهمت في إرساء نظم وأسس الثورة عبر مختلف نواحي المدية.
وحسب شهادات المجاهدين، فإن أسد التيطري قد التحق في بداية عام 1955 بصفوف جيش التحرير الوطني، وبعد اكتشاف نشاطه النضالي من طرف الإستعمار ترك ورائه زوجة وثلاثة أطفال، من بينهم المربي رضوان، وقد تقلد الشهيد خلال مشواره النضالي ضمن صفوف جيش التحرير عدة مهام ومسؤوليات، بداية من محافظ سياسي ثم مسؤول ناحية ثم عضو سياسي بالناحية، ثم عضو بالمنطقة الثانية من الولاية الرابعة.
كما رافق سي محمود باشن الشهيد العقيد سي الطيب بوقاسمي المدعو سي الطيب الجغلالي، بعدما كلفته قيادة الثورة بمهمة تنظيم الولاية السادسة، وخلال مهمته بهذه الولاية رقي سي محمود باشن إلى رتبة رائد، وأثناء المهام التي كان يقوم بها الرائد سي محمود بهذه الولاية، سقط شهيدا في ميدان الشرف بجبل تامر قرب بوسعادة خلال جويلية 1959 .
كما أن الشهيد له ثلاثة إخوة بالإضافة إلى الوالد الشيخ “سي عبد الرحمان”، سقطوا هم أيضا شهداء في ميدان الشرف أثناء معارك خاضها كتائب جيش التحرير الوطني ضد قوات العدو في مواقع متعددة.
وإن كانت أغلب الكتابات تجزم بأن هذا الشهيد سيبقى رمزا يحتذى به في الرجولة والبطولة وفي نضاله المستميت وعطائه الثوري، لا يزال طلب عائلته الملح، يتمثل في مناشدة الوزارة الوصية بالتدخل لإعادة رفاته من ولاية المسيلة إلى المدية لأجل دفنه إلى جانب رفاقه بهذه الولاية فيماتبقى حاجة وذاكرتها إلى الإسراع في استلام المتحف الجهوي للولاية الرابعة، لم شتات تراث وعظمة شهدائها .