من مميّزات العلم الجزائري خلال الخلافة العثمانية، هو اللون الأحمر الذي كان اللون الأساسي في البلدان الإسلامية، وتشير مصادر فرنسية التي ذكرت أن النقيب جو فروا انتزع عند دخول القوات الفرنسية لاحتلال الجزائر علما أحمرا من على حصن الداي، كما نقلت كتب التاريخ رسما لعلم الداي حسين الذي كان عبارة عن قطعة من الحرير الأحمر، وسطها مقص مفتوح بلون الذهبي يرمز لذو الفقار سيف الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.
أصل العلم الأصلي يعود للأمير عبد القادر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، وزعيم المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الفرنسي، الذي تبنى راية مغايرة للتي كانت معتمدة قبل دخول الفرنسيين للجزائر فاختفى العلم الأحمر الذي ميز فترة الحكم العثماني للجزائر، منذ القرن السادس عشر حتى انتزعه الفرنسيون من فوق قلعة مولاي حسن بالجزائر في 04 جويلية عام 1830، حيث صمّمت لواء جديدا أعلاه وأسفله من الحرير الأخضر ووسطه من الحرير الأبيض، رسمت عليه يد مبسوطة محاطة بعبارات «نصر من الله وفتح قريب» و»ناصر عبد القادر بن محيي الدين»، حيث كان كل من الرسم والكتابة باللون الذهبي.
ويتضمّن العلم قسمين متساويين أخضر وأبيض، من جهة العمود أو السارية وبينهما هلال ونجمة باللون الأحمر، وقد أعطيت دلالة لكل لون ورمز، فالأبيض رمز السلم بين البشرية والأخضر التطلع إلى التقدم والرخاء، أما الأحمر فهو رمز فضيلة العمل الإنساني والهلال والنجمة دلالة للانتماء إلى الإسلام.
بعد نهاية مقاومة الأمير، لم يظهر علم لغاية سنة 1910، ولم يكن رافعوه يشكّلون حزبا سياسيا أو جمعية منظمة بل كانوا عمالا جزائريون بميناء سكيكدة خلال مظاهرات بالمدينة، وكان هذا العلم مغاير لعلم الأمير عبد القادر، وتميز بلون أخضر عليه هلال.
ونفس العلم كان ممثلا في الراية التي رفعها، المجاهدون إثر انتفاضة الجنوب القسنطيني سنة 1917، ولم يظهر في الفترة ما بين 1910 و1926 غير ذلك العلم، وبقي لغاية ظهوره بشكله الحالي في مظاهرات 17 جويلية 1934، كما رفع في مظاهرات الثامن ماي 1945، حيث أضحى لدى الجزائريين قناعة بضرورة العمل المسلح لاسترجاع الحرية. ومع اندلاع الثورة التحريرية في الفاتح نوفمبر 1954، تبنّت جبهة التحرير الوطني الذي يعود تصميمه لمصالي الحاج في الفترة 1954 و1962.
وحسب المصادر التاريخية، فإنّ تصور وانجاز العلم الوطني الحالي، تم بمحل يقع في 18 شارع سوق الجمعة بالقصبة السفلى، كما قام بتنفيذ التصميم الخياطان المناضلان عبد الرحمن سماعي وسيد أحمد العمراني. وقد اعتمد هذا العلم لاحقا من قبل المؤتمر الأول لحركة انتصار الحريات الديمقراطية في منتصف فبراير 1947، ومن جبهة التحرير الوطني التي اتخذته راية للكفاح في سبيل تحرير الجزائر ابتداء من الفاتح نوفمبر 1954 وكذلك الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية غداة وقف القتال، حيث أن عامة الشعب الجزائري لم تعرف العلم، إلا في مظاهرات 11 ديسمبر 1960 عندما تمت تزكيته بدماء الشعب الجزائري عبر كل التراب الوطني.
وترجع فكرة تصميم العلم الوطني إلى سنة 1929، حيث فكّر مصالي الحاج في علم يرمز للحرية بعدما أصبح يردّد وينادي باستقلال الجزائر منذ عام 1927 بمدينة بروكسل ببلجيكا. عام بعد عام أصبحت الفكرة حلم واعتمد نجم شمال إفريقيا هذا المبدأ ما بين سنتين 1933 ــ 1934، لما اعتمد راية فيها الألوان (الأبيض، الأخضر والأحمر) للتعبير عن وحدة الدول الثلاث في شمال إفريقيا.
والعلم في شكله الحالي ظهر لأول مرة في مظاهرات 17 جويلية عام 1937 في بلكور بالجزائر، ويعود تصميمه وحياكته لزوجة مصالي الحاج قبل المظاهرات بأيام، ولم يأخذ العلم الوطني شكله النهائي إلا بعد الإستقلال، وتم اعتماده الرسمي بألوانه وشكله الحالي المعرف في القانون رقم 63 - 145 لـ 25 أبريل 1963.