طرف أساسي في النضال التحرري

الحركة الكشفية.. قوّة التنظيم ووحدة الصف

برهنت الكشافة الإسلامية مند بداية المشوار، على وضوح الهدف ووحدة الصف وقوة التنظيم وقد التقت إطاراتها في صيف سنة 1939، في أول تجمع لها بالجزائر العاصمة وختم أشغاله تحت رئاسة عبد الحميد بن باديس وكان الشعار الذي اعتمده التجمع، هو شعار الحركة الإصلاحية «الإسلام ديننا والعربية لغتنا والجزائر وطننا».
 ولقد ساهمت الكشافة الإسلامية في الحفاظ على الروح الوطنية، وتنميتها في أوساط الشباب والتأكيد على الوحدة، وذلك بأناشيدها الوطنية ومن الممارسات البطولية والهامة التي سيذكرها لها التاريخ ويسطرها لها بأحرف من ذهب، وعلى رأسها الشهيد محمد بوراس أنها كانت السباقة إلى إبراز العلم الوطني، كلما أتيحت لها الفرصة وحالفها الحظ بعيدا عن أعين الاستعمار ومخبريه، وذلك على أيد أفواجها أثناء رحلاتها وسهراتها الليلية.
 واستطاعت هذه الحركة التي بدأها الرائد الشهيد بوراس، أن تنال الرضى والقبول داخل مختلف شرائح الشعب بما فيها أقطاب الحركة الإصلاحية كالشيخ عبد الحميد بن باديس، والشيخ الإبراهيمي والشيخ الطيب العقبي، وكان احدهما مقيما في قسنطينة والثاني في العاصمة والثالث في تلمسان، وبفضل عملها الدؤوب وتنظيمها الجيد، ونضالها المستمر استطاعت هذه الحركة المباركة التوسع وأن تبلغ صوتها خارج الحدود، مما أدى بالمستعمر إلى التحسب لخطرها ومعرفة ما كانت ترمي إليه من غايات وأهداف وراح يحاصرها، ويناصبها العداء شأنها في ذلك شأن الحركات والجمعيات الوطنية، الأخرى سواء أكانت سياسية دينية ثقافية.
لم تتخل عن مبادئها رغم مضايقات العدو الفرنسي

كانت الكشافة حركة تربوية واجتماعية، نشأت في ظروف صعبة وعانت ما عانت من التضييق والتعنيف فإن خطورتها ازدادت ظهورا للعيان بعد أن توحدت في «جامعة الكشافة الإسلامية» وانضوت تحت إمارة واحدة، مما صعب مهمة الاستعمار في محاولة اختراقها، أو محاولة التسلل إليها من الداخل ولذلك شنت عليها الهجومات المتتالية من طرف حكومة «فيشي»، التي راحت تسن القوانين لمحاولة دمجها ودمج كل التجمعات الكشفية في «الكشفية الفرنسية».
وصمدت الكشافة الإسلامية ولم تتخل عن أي مبدأ من مبادئها، وكثفت من نشاطها ورفضت قانون الدمج لما له من خطورة على مستقبلها، والأهداف والنتائج التي كانت تريد تحقيقها عن طريق هذا الأسلوب من أساليب العمل المتعددة والكثيرة للعاملين في الميدان آنذاك.
تأتي بعد ذلك سنة 1945 حيث عاشت الكشافة أياما صعبة، فتعرضت لموجة من القمع والعنف والمتابعة وسجن قادتها خاصة خلال مظاهرات 8 ماي 1945، وبعدها حيث استغلت فرنسا الفرصة والغليان الشعبي الذي صاحبها فأوقف نشاطها وأغلق نواديه وعاث فسادا في ممتلكاتها، وأعدمت فرنسا 45 قائدا كشفيا بدون محاكمة، ولما جاءت ساعة الحسم كانت الكشافة الإسلامية تتقدم قوافل المجاهدين، فكان هدفها التضحية في سبيل الوطن والشعب فكان لها ذلك وسارت على خطى قادتها الذين سبقوا، ودفعوا أرواحهم فداء للوطن ولقنوا المستعمر الدخيل دروسا في التضحية والفداء وعلى رأسهم الشهيد محمد بوراس.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024