ولد الشهيد بلقاسم إبراهيم زدّور بوهران في 2 فبراير 1923، وسط عائلة علم وتربية؛ فوالده الشيخ الطيب المهاجي بدأ التدريس سنة 1912، حفظ القرآن في سن التاسعة، وكان إلى جانب ذلك يزاول دراسته بمدرسة باستور (الفرنسية) بنفس الحي. وبعد أن حصل على الشهادة الابتدائية عام 1937 واصل دراسته الإكمالية بمعهد باستور، لكن سلك الدراسة النظامية ما لبث أن اضطرب بسبب الحرب العالمية الثانية ومضاعفاتها، استكمل تعليمه بالعربية على يد والده الذي أخذ عليه كذلك مبادئ الفقه.
عاش الطالب قاسم زدور بتونس فترة حاشدة بالتحصيل العلمي حافلة بالنشاط السياسي والثقافي، وقد اتخذ لنفسه يومئذ إسما أدبيا ونضاليا هو قاسم زيدون، وما لبث أن اقتحم مجال الكتابة الصحفية والأدبية في الصحافة التونسية، بعد أن كوّن ثلة من خيرة الطلبة اجتهادا في الدراسة ومشاركة في النضال الوطني.
في صائفة 1948 عاد قاسم زيدون إلى وهران يحمل الشهادة الأهلية من جامع الزيتونة، غير أنّ طموحه فضلا عن تشجيع والده أبى عليه إلا أن يواصل مشواره التعليمي في الموسم الموالي، بالعودة إلى تونس.
اختار قاسم زيدون كلية دار العلوم، وما لبث أن وجد بالقاهرة فسحة لاستئناف النشاط النضالي الوطني الذي كان يقوده من العاصمة المصرية آنذاك المناضل الشاذلي المكي، كما وجد بها كذلك فضاء رحبا للكتابة الصحفية، وكان في هذا المجال يمد بكتاباته بين الفينة والأخرى صحيفة المنار.
توطّدت علاقات قاسم زيدون أكثر بمكتب حزب الشعب الجزائري بالقاهرة بعد دعمه بالمناضلين محمد خيضر وحسين آيت أحمد، ولعب دورا نشيطا في عملية التعبئة المعنوية والتحضير المادي لثورة فاتح نوفمبر1954.
اعتقلته سلطات الاحتلال في 2 نوفمبر 1954، ثم أفرجت عنه، ثم اعتقل من جديد في 6 نوفمبر من نفس السنة. تعرّض لأبشع تعذيب إلى أن لفظ أنفاسه، حيث أن سلطات الفرنسية ادّعت أنّه فرّ من سجنه غير أن بعض التقارير الصحفية تحدّثت عن العثور على جثة في 30 نوفمبر 1954 ما بين برج الكيفان وشاطئ الجزائر.
بلقاسم زدّور أول شهيد تغتاله الشّرطة الفرنسية
شوهد:1470 مرة