كل سنة تفقد جامعة الجزائر02، وبالتحديد قسم التاريخ أساتذة في قمة العطاء العلمي، والذين خدموا البحث العلمي الجزائري لكنهم رحلوا في صمت، حيث تحل علينا ذكرى وفاة الدكتورة عائشة غطاس التي رحلت في 8 ماي2011، تاركة وراءها مكتبة غنية بإصدارتها في مجال تاريخ الجزائر الحديث والتي أهدتها للجامعة المركزية ين يوسف بن خدة سابقا كوقف للطلبة والباحثين للاستفادة منها في بحوثهم.
ولدت الأستاذة عائشة غطاس في 20 ديسمبر 1955، بالبرواقية بولاية المدية زاولت دراستها الابتدائية بمدرسة عبد القادر بلحاج، وتوجت هذه المرحلة بحصولها على المرتبة الأولى على مستوى الولاية ثم انتقلت إلى مرحلة التعليم المتوسط لغاية حصولها على شهادة البكالوريا شعبة آداب، وفي سنة 1976 التحقت بجامعة الجزائر قسم التاريخ، أين تحصلت على شهادة الليسانس وكانت الأولى في الدفعة مما أهلها للتسجيل في الماجستير وتوجت هذه المرحلة بمناقشة رسالتها سنة 1986 بعنوان: “العلاقات الجزائرية الفرنسية خلال القرن 17”.
ثم تحصلت على شهادة دكتوراة دولة سنة 2002 بموضوع حول التاريخ الجزائري الحديث عنوانه “الحرف والحرفيون بمدينة الجزائر-مقارنة اجتماعية” في سنة 2008 تم ترقيتها إلى درجة أستاذة التعليم العالي، وقد تخصصت في مجال تاريخ الجزائر الحديث من القرن 16 إلى القرن 17 (الحياة الاقتصادية والاجتماعية)، أوروبا، المغرب العربي القرون 16 و19، علاقات الجزائر الخارجية والبحرية، الأسرى، التجارة، الدبلوماسية، الجزائر العاصمة، القصبة، الفترة العثمانية.
من مؤلفاتها الحرف والحرفيون بمدينة الجزائر، العلاقات الجزائرية خلال القرن 17: 1619-1694، سياسة العثمانيين الدينية في الجزائر 1516-1830، الحالة الصحية والمعاشية للجزائر في أواخر العهد العثماني 1792- 1830، الدولة الجزائرية الحديثة ومؤسساتها، ومن جملة المقالات المنشورة نجد مقالة حول أول حلقة في العلاقات الجزائرية الدنماركية معاهدة 1746 بمجلة الدراسات التاريخية 1987، المعاهدة الجزائرية البندقية سنة 1992 بنفس المجلة، التجار الجزائريون من 1686 -1830 من خلال وثائق القنصلية الفرنسية صدر بالمجلة التاريخية المغربية سنة 1991، سجلات المحاكم الشرعية وأهميتها في كتابة التاريخ الاقتصادي والاجتماعي مثال مدينة الجزائر، إسهام المرأة في الأوقاف بمجتمع مدينة الجزائر سنة 1997.
بالإضافة إلى مقال حول القضاة الأحناف بمدينة الجزائر1560-1850، صدر بالمجلة العربية للدراسات العثمانية سنة 1998، اليهود ودورهم بين الضفتين الشمالية والجنوبية عمل مشترك في مرآة الذاكرة بمرسيليا سنة 2003، الوافدون”البرانية” على مدينة الجزائر 1787- 1830 بين التهميش والاندماج سنة 2002، وغيرها من المقالات المهمة.