كان إنسان منضبط عسكريا، ولديه نظام خاص في الولاية السادسة لا يوجد في الولايات الأخرى، فهو نظام قاس لا يتسامح مع من يرتكب الأخطاء، كما كان وطنيا حتى النخاع فالجزائر بالنسبة له قبل كل شيء، هذا ما أكده المجاهد علي بوغفير أمين قسمة المجاهدين بمشونش ورفيق الشهيد سي الحواس.
وأضاف بوغفير في حديث لـ»الشعب» على هامش زيارتنا لمتحف الشهيد سي الحواس ببلدية مشونش، أن هذا الأخير كان يتحرك في كل مكان ولا تجده قابعا في مكان واحد، حيث أن موضوع الأمن كان ضروري بالنسبة له كما أن نظامه كان جيدا بالرغم من قساوته، وكل المجاهدين يحبونه. مشير إلى أنه عمل كجندي مع الشهيد سنة 1959، وعاش معه في المنطقة لفترة قصيرة جدا كونه استشهد في مارس من نفس السنة، واصفا الجهاد بالمنطقة بالصعب نظرا لكونها منطقة جبلية قائلا: «الثورة انطلقت من أريس لغاية مشونش ثم انتشرت إلى خنشلة وباتنة».
وحسب شهادة المجاهد بوغفير، أن الشهيد مصطفى بن بولعيد، هو الذي وزع السلاح في قرية أولاد موسى في أريس، التي تعتبر منطقة دفع الثورة بمشاركة 32 مجاهدا انطلقوا في الجهاد من هذه المنطقة ومجاهدين من تكوت، ثم توجهوا نحو ولاية بسكرة، مضيفا أنه حين وصل المجاهدون إلى بسكرة قسموا إلى أفواج تضم خمسة أفراد منهم من كلف بمهمة حرق الكهرباء، وهناك من يستهدف الشرطة الاستعمارية ومنهم من يقتل العملاء.
علما أن محدثنا التحق بالثورة في سنة 1956، حيث كان عمره 16 سنة والمهمة التي أوكلت له جندي بسيط لغاية 1960، ثم انتقل للعمل مع السياسيين، مشيرا إلى أن كل المجاهدين آنذاك كانوا صغار السن، لكنهم شجعان هدفهم تحرير الوطن من أغلال الاستعمار الغاشم.
وبالموازاة مع ذلك، قام أمين قسمة المجاهدين بمشونش بعدة عمليات منها معارك، اشتباكات ونصب الكمائن، حيث شارك في معركة «افري عتيق» وفي اليوم الأول من المعركة لم يصب أي مجاهد، لكن في اليوم الموالي استشهد حوالي 8 مناضلين وألقي القبض على آخر، و35 خرجوا سالمين.
واستنادا لشهادة بوغفير، فإن المجاهدين عانوا كثيرا حين دخل الحلف الأطلسي، الذي ضيق على الثورة واستشهاد الكثير من المناضلين مع قلة الأسلحة، وقد أمرتهم قيادة جبهة التحرير الوطني بالانقسام في شكل أفواج تضم من خمسة إلى عشرة أفراد والاعتماد على حرب العصابات كي لا يتم إلقاء القبض عليهم.
وفي هذا الصدد، قرر أمين قسمة المجاهدين بمشونش مع أربع مجاهدين تحويل منزل الشهيد سي الحواس إلى متحف يضم بعض ألبسته والأدوات والأواني التي كان يستعملها الثوار، وكذا الغرف التي كان يخزن فيها المؤونة، مضيفا أنه قام بإنشاء جمعية خاصة تسمى «جمعية متحف الحواس»، للدفاع عن أثار الشهداء وتاريخ الجزائر والمنطقة، حيث إن القانون الأساسي للجمعية ينصّ على ذلك.
وأوضح في هذا الإطار، أن المتحف كان مجرد رمز في 1969، وفي آخر السبعينات فتح للجمهور، حيث يزوره الناس من كل الولايات وأن كل من يأتي للمنطقة لابد وأن يمر على زيارة المتحف، كما سجل محدثنا في كتب رواد شهداء الأوراس.
المجاهد علي بوغفير رفيق سي الحواس لـ»الشعب»
الشهيد كان منضبط عسكريا وأرسى نظاما خاصا في الولاية السادسة
شوهد:1445 مرة