وفاة المناضل محمد بن قايد علــي بالحراش

ناضل بإخلاص وتواضع ورحل في صمت

سعيد/ ب

رحل عنا المناضل بن قايد علي محمد عن عمر ناهز الـ90 سنة، مخلفا ببساطة المناضل المتواضع مسارا حافلا بالوطنية والالتزام تجاه الجزائر لتبقى دوما في الطليعة. وقد رأى محمد النور في 22 جانفي 1925 بمدينة البرواقية (ولاية المدية)، وبلاده تئن تحت نير الاستعمار الفرنسي الغاشم الذي نال من طفولته مثل باقي أبناء الوطن، الذين واجهوا الواقع مبكرا بتحمل المسؤولية النضالية على  درب المقاومة التي حافظت على شعلتها بالتضحية والفداء.
وبعد أن زاول الدراسة بمسقط رأسه، رفقة إخوته من البنات والبنين وأبناء العمومة بالمدرسة القرآنية التي كان يشرف عليها جده سي احمد فحفظ عنه القرآن الكريم، التحق بالمدرسة الابتدائية، حيث نال شهادة نهاية الدراسة الابتدائية. وهو خط النهاية التي كان يفرضها الاستعمار لغالبية أطفال الجزائر وبفضل تفانيه والتزامه وكذا الجدية التي تميز بها في صغره، دخل مباشرة في عالم الشغل من خلال العمل في التجارة مع والده منور وعمه مصطفى، قبل أن يتنقل في سنة 1945 إلى مدينة الحراش بضاحية الجزائر العاصمة، حيث رافق خاله بن نابي الذي أدخله عالم التجارة والأعمال، ليصبح متعاملا نشيطا يزاحم كبار التجار الاستعماريين.
ومع اندلاع الثورة التحريرية المظفّرة ومرور السنوات الأولى من الكفاح المسلّح، التحق محمد بن قايد علي مثل إخوانه الأبطال للمشاركة فيها عملا، وبالتمويل فكان له العدو بالمرصاد ليلقي عليه القبض خلال إضراب الـ8 أيام. فقد أوقف مرتين الأولى من 1957 إلى 1958 والثانية من 1960 إلى 1961. وبعد أن استرجعت الجزائر السيادة الوطنية، فضّل هذا المناضل المخلص القادم من أسرة ثورية بالولاية الرابعة التاريخية الانسحاب من الحياة السياسية في هدوء وتواضع، ليواصل العيش في المجتمع بعرق جبينه مفتخرا وباعتزاز بمشاركته في الثورة الفريدة دون انتظار مقابل، إلى أن وافاه الأجل في يوم الثلاثاء 17 فيفري 2015 بمنزله الكائن بالحراش، حيث ترك سمعة طيبة يتذكرها أهل المدينة التي تتذكره يوما بلا شكّ.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024