وثيقة هامة لتدوين التاريخ الوطني

«أحاديث مع أحمد علي مهساس»

محطات من حياة أحد مهندسي الكفاح المسلح

صدر عن دار الخليل القاسمي للنشر والتوزيع كتاب، بعنوان «أحاديث مع أحمد علي مهساس: أحد مهندسي ثورة التحرير» لمؤلفه ناصر لمجد وهو باحث مهتم بتاريخ ثورة التحرير الوطني، وله عدة بحوث تاريخية ومقالات سياسية نشرت في الصحافة الوطنية، كما أشرف على عدة ملتقيات تاريخية حول الولاية السادسة وغيرها، حيث يكشف عبر هذا الإصدار عن إرهاصات ومسار الثورة، من خلال حوارات ولقاءات عديدة أجراها مع أحد كبار مهندسي ثورة التحرير الوطني.

تضمن الكتاب محطات من حياة الراحل المجاهد أحمد علي مهساس، نشرت أغلبها في حلقات متقطعة في جريدة صوت الأحرار، وحسب المؤلف أنه ليس من اليسير افتكاك تصريح أو شهادة خاصة من الفقيد فيما يتعلق بمرحلة ما بعد الاستقلال، معللا ذلك بطبيعة النضال السري لأحمد مهساس إبان مرحلة الحركة الوطنية، وخلال الثورة وحتى أثناء انضمامه للمعارضة بعد الاستقلال، والتي صقّلت سيرته وجعلته يجنح إلى التكتم، على حد قول الكاتب، مضيفا أنه حين تفاتحه حول موضوع الواقع العربي أو قضايا الواقع العربي أو قضايا الساعة في الجزائر يحدثك بلغة الملم بسائر جوانب الموضوع، بل يغوص في أعماق التاريخ، ليصل بك إلى الرأي الذي يراه صائبا.
وحسب مؤلف الكتاب، فإن شخصية الفقيد متميزة عن غيره، قائلا: «فبقدر ما تجده عنيدا ومتشبتا بقناعاته ومواقفه التي سبّبت له العديد من المتاعب طيلة حياته إلا أنه في المقابل تراه ينصف الرجال منها الرئيس الراحل هواري بومدين رغم خلافه العقائدي، معه إلا أنه يعترف بأن الرجل حقّق منجزات هامة في الجزائر، وصرّح ببراءته من دم عميروش والحواس».
وفي تقديم المؤرخ محمد عباس لإصدار الكاتب ناصر لمجد، اعتبر مساهمة هذا الأخير في التعريف بأحد رواد الحركة الوطنية الثورية بالجيدة، كونه سلط أضواء جديدة على جوانب خفية من حياة الراحل النضالية الغنية ومواقفه وآراءه في عدد من القضايا الدقيقة والحساسة، مشيدا بوطنية مهساس وإيديولوجيته الثورية الواضحة في أبعادها التحررية، الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية على حدّ قوله.
وحسب محمد عباس، أن الكاتب نجح في استدراج المناضل مهساس، لتوضيح العديد من النقاط الغامضة منها خلافه مع بوضياف حول اللجنة الثورية للوحدة والعمل، وقضية سليمان لاجودان وغيرها من القضايا، مؤكدا أن المؤلف وهو يتحدث إلى مهساس قد أضاف وأثرى المعلومات المتداولة حوله.
 ما يعني أنه قصده وهو على قدر من الاطلاع، مما جعله يحصل منه على هذه التوضيحات الهامة، على عكس بعض الصحفيين الذين يتصلون أحيانا بشخصيات هامة، دون اطلاع كاف فلا يأخذون منها إلا معلومات بسيطة وأحيانا ناقصة أو مغلوطة، قال المؤرخ.
وتجدر الإشارة إلى أن الكتاب الصادر سنة 2013 جاء في 143 صفحة، اشتمل على مجموعة من الصورة والوثائق، كما تناول الفهرس عدة محاور مهمة منها النشأة والطفولة، بداية الوعي، أحداث الثامن ماي 1945، ومهمته في سطيف وقسنطينة واستخلافه لمحمد بلوزداد، وميلاد المنظمة السرية وقصة هروبه من السجن بالبليدة، والاقتتال بين جيش التحرير والحركة المصالية وغيرها من المحاور.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024