هو أحد أبطال الثورة التحريرية المظفرة من مواليد سنة 1922، بقرية «تاغلاط» بضواحي بني مليكش دائرة أقبو بولاية بجاية، إنه الشهيد عبد الرحمان ميرة الذي ينحدر من أسرة فقيرة، تملك قطعة أرض جبلية، فلما توفي والده تركه رضيعا لم يكمل عامه الأول، فقد نشأ عبد الرحمان ميرة يتيما وترعرع في كنف عمه الذي كفله مع أخويه، حيث لم تسمح له ظروفه العائلية الالتحاق بالمدرسة.
بدأ الشهيد نشاطه النضالي في سن مبكرة، حيث احتك بالمناضلين وكان لذلك أثر كبير في بلورة نشاطه السياسي، هاجر إلى فرنسا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وعمل في منجم للفحم فلما أهانه أحد العمال الفرنسيين ضربه، فتعرض للسجن، وهناك تعرف على بعض الجزائريين المناضلين في الحركة الوطنية الذين زج بهم في السجن، ولما عاد إلى الجزائر انخرط في صفوف حركة «الانتصار للحريات الديمقراطية» سنة 1947، وصار عضوا نشيطا فيها.
كان ميرة من الأوائل الذين لبوا نداء الواجب وانضموا إلى صفوف الثورة، وأول معركة شارك فيها هي معركة «سيدي بوناب» في نوفمبر 1954، التي أسفرت عن خسائر فادحة في صفوف العدو، ونتيجة لهذا الانتصار اختير مع أعضاء آخرين كمسؤولين بالمنطقة الثالثة، كما كان يتحلى بالشجاعة والقوة البدنية مع الجرأة.
شارك الشهيد في اجتماع التحضير لمؤتمر الصومام وتوفير الشروط الأمنية اللازمة، واستطاع أن يحافظ على السرية التامة بالنسبة للمكان والزمان وكان له الفضل في إنجاح المؤتمر، ثم رقي إلى رتبة عليا، وأصبح قائدا للولاية الثالثة بعد استشهاد العقيد عميروش آيت حمودة في مارس 1959، لكن قيادته لم تدم طويلا إذ استشهد بعد أشهر قليلة من توليه القيادة بسبب وشاية أحد العملاء، حيث حاصرته القوات الاستعمارية وقصفت المكان الذي كان يتوفر على الأسلحة الثقيلة.
مازال قبر عبد الرحمان ميرة مجهولا إلى حد اليوم، فبعد عرض قوات الاحتلال جثته على أهل القرية أعيد نقلها إلى مركز القوات الفرنسية بتيزي نصليب، ثم نقلت بواسطة طائرة عمودية إلى ثكنة أقبو المركزية، أين عرضت على مجموعة من السجناء للتأكد مرة ثانية من هويته، وبعد التأكد من ذلك، أدى له ضباط الثكنة تحية عسكرية اعترافا بشجاعته لكنهم أخفوا جثته.
من الأوائل الذين لبوا نداء الواجب وانضموا إلى الثورة
عبد الرحمان ميرة قائد للولاية الثالثة بعد استشهاد العقيد عميروش
سهام بوعموشة
شوهد:2731 مرة