أحيى الجزائريون اليوم الوطني للذاكرة، بداية هذا الأسبوع، المصادف للثامن ماي من كل سنة، والمخلد لذكرى مجازر وجرائم لا تسقط بالتقادم وستظل وصمة عار في جبين المستعمر. فساحات سطيف، قالمة، خراطة، وغيرها من مدن الجزائر ستظل شاهدة على بشاعة الاستعمار الذي واجه الفرحة بالدم، والبراءة التي حملت العلم الوطني برصاص غادر سكن تاريخه المظلم قبل جسد شهداء تلك المجازر المروعة.
في رسالة بمناسبة إحياء الذكرى السابعة والسبعون لمجازر الثامن من مايو 45، قال الرئيس تبون «إن حرصنا على ملف التاريخ والذاكرة ينبع من تلك الصفحات المجيدة، ومن تقدير الدّولة لـمسؤوليتها تجاه رصيدها التـاريخي، باعتباره أَحد الـمقومـــــات التي صهرت الهويـــــة الوطنيــــــةَ الجزائريـــــة».
وأضاف الرئيس أن هذا الحرص « ينأَى عن كلّ مزايدة أو مساومة، لصون ذاكرتنا، ويسعى في نفس الوقت إلى التعاطي مع ملف الذاكرة والتاريخ بنـزاهــــة وموضوعيــــة، في مَسار بناء الثّقـــــة، وإرساء علاقات تعاون دائم ومثمر، يضمن مصالح البلدين في إطار الاحترام الـمتبادل».
وأحيت العديد من المؤسسات الثقافية والتربوية والإعلامية ومؤسسات الدولة الذكرى من خلال ندوات وعروض اجتمعت كلها على عنوان واحد: «أن الذاكرة لن تنسى»، وفي الوقت الذي يحتفل فيه المستعمر في حد ذاته بذكرى الانتصار على النازية، يذكّره الشعب الجزائري بجرائمه ويصدح بها عبر كل المنابر ليعرف العالم مدى بشاعة الاستعمار الذي لم يراع للإنسانية حقا على امتداد تواجده بأرض الجزائر الطاهرة.
ومن جانبه، قال وزير الاتصال، محمد بوسليماني، في كلمة حول المناسبة «التاريخ يشهد أن ما حدث في الجزائر لم يحدث في أي بلد آخر، ففي فترة قصيرة نسبيا 1954-1962 كان هناك مليون ونصف مليون شهيد». أضاف بوسليماني قائلا: «بفضل شهدائنا الأبرار اليوم نحيي هذه الذاكرة وكل الانجازات التي يتم تحقيقها اليوم بفضل تضحياتهم».