المجاهـد «الطيــب منايفـي» لــ «الشعـب»:

حنكــة الدبلوماسية قـادت إلى استقلال حتمي

قسنطينة: مفيدة طريفي

 قصص بطولية، ومواقف ثورية تحررية لرجال جاهدوا بالنفس والنفيس لاسترجاع كرامة الشعب الجزائري الذي عانى ويلات الاستدمار والاستغلال البشع لثروات هذا الوطن المادية منها والمعنوية، هي سنوات عاشتها الجزائر تحت وطأة الاستعمار الفرنسي، وعاشها رجال أبرار بالجبال حققوا بوسائل بسيطة نصرا ساحقا على أكبر دولة استعمارية قوة وهيمنة، هي شهادات نبحث عنها مع عودة التاريخ المجيد لنعيد كتابتها وسردها لجيل الاستقلال من أفواه كانت تلفظ رصاصا بدل الكلمات، هي شهادات لأبطال يستذكرون عيد النصر مهللا بإنجازات الجزائر المستقلة.

الجزائر ومع عودة تواريخ بطولات الثورة الجزائرية، مواعيد أبطال التحرير، بطولات صانعي عيد النصر المصادف ليوم 19 مارس 1962 هذه الذكرى التاريخية التي كرست الحنكة الدبلوماسية الجزائرية المعاصرة التي انطلقت أساسا مع إطلاق أول رصاصة بتاريخ أول نوفمبر 1954 والتي مع إطلاقها انطلقت نضالات الشعب الجزائري ورسمت الخطوط الأولى لتدوين القضية الجزائرية كوسيلة من وسائل كفاح الثورة التحريرية.
«الشعب» وفي جلسة تاريخية جمعتها بأحد رجالات الثورة التحريرية «الطيب منايفي»، هذا الرجل الذي لا يزال لحد اليوم يستذكر محطات تاريخية بتأثر كبير ويروي بحزن تضحيات رفقائه الذين استشهدوا من أجل تحرير الوطن من براثن الاستعمار الغاشم، تحدث لنا أنه وبالرغم من الإعلان عن وقف إطلاق النار إلا أن رفقائه الذي كانوا بميدان التحرير لم يضعوا السلاح ولم يسلموا أسلحتهم، مذكرا أنه في تلك الفترة كان مسجون رفقة مجاهدين آخرين بسجن الكدية بقسنطينة بعدما ألقي القبض عليهم من طرف الجيش الفرنسي.
ويضيف: «نحن من كنا في السجن فوجئنا بقرار وقف إطلاق النار وأحسسنا بالخوف وعدم الثقة في تسليم إخواننا المجاهدين لأسلحتهم والنزول من الجبال» وبالرغم من الشك في صحة القرار شعرنا بالفرح وكل جزائري كان محكوم عليه بسجن الكدية».
 يؤكد المجاهد «منايفي» الذي عايش كافة المحطات التاريخية التي مرت بها الجزائر على رأسها فترة وقف إطلاق النار أن قرار المجاهدين بعدم وضع السلاح بمجرد الإعلان عن وقف إطلاق النار رغم قناعتهم الحتمية بتحقيق الانتصار وافتكاك الحرية، وأن رفقائه الذين كانوا بالجبال وبعد سماعهم لخطاب رئيس الحكومة المؤقتة «بن خدة»، إلا أنهم لم يسلموا أسلحتهم، وأي مجاهد فقد سلاحه على يد المستعمرين سيتم معاقبته، إلا أنه وبعد استفتاء 3 جويلية وإعلان الرئيس الفرنسي عن استقلال الجزائر عمت الفرحة على كافة الشعب الجزائري.
ويشير أن ذكرى 19 مارس 1962 والتي تعود اليوم بعد ستينية الجزائر تكون هي اللبنة الأولى وحجر الزاوية في الإعلان عن جزائر حرة مستقلة، والتي أخرجتها إلى الوجود ثورة التحرير الوطنية بتضحيات جسام فاقت المليون ونصف المليون شهيد.
واستطرد في السياق، «وإذ نتذكر اليوم الإعلان عن وقف إطلاق النار وبعد قرابة نصف قرن، فإننا نتذكر تاريخنا وبعض رجالاتنا ممن توقدت بصيرتهم فتفتقت عن الوصول إلى عهد جنّب الشعب الجزائري كثيرا من التضحيات الأخرى، فدفع بهذا الأخير إلى تأسيس دولة قوية مهابة الجانب وفخر الشعوب المحتلة التي اتخذتها مثال حي يحتذى به في الشجاعة والصرامة في تحقيق أهدافهم وافتكاك الحرية بالسلاح».
ووجّه المجاهد «الطيب منايفي» رسالة إلى الشباب الجزائري من منبر جريدة «الشعب» للمحافظة على مكتسبات الثورة الجزائرية وعلى ما حققه أجدادهم من المجاهدين والشهداء الأبرار الذين ضحوا من أجل استقلال هذا الوطن، وأن الجزائر هي أمانة لابد من الحفاظ عليها وصونها من أي ضرر والعمل على تطوير البلاد من خلال العمل والتفاني كلا في مجاله.
ويقول:» هو الدين الذي يقف على عاتق الشاب الجزائري اليوم، لينهي كلامه بقوله: « ربي يرحم شهداء الجزائر يحيا الوطن «.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024