أكد المجاهد محمد غفير، أنه بعد سنوات من الكفاح المسلح ضد الاستعمار الفرنسي، استطاع الشعب الجزائري أن يجبر المحتل الفرنسي على التفاوض والاعتراف بحق تقرير المصير وتحقيق الاستقلال، موضحا أن الشعب الجزائري استرجع السيادة الوطنية بفاتورة باهظة من قوافل الشهداء ولم يمنح له الاستقلال، داعيا النشأ الجديد إلى إعطاء الرمزية الحقيقية للذكرى.
أوضح محمد غفير بمنتدى يومية «الشعب «، بمناسبة إحياء الذكرى الستين لعيد النصر، المصادف ليوم 19مارس، أن استرجاع السيادة الوطنية حق انتزعه أبناء الجزائر الذين قدموا تضحيات جسام للتصدي للاحتلال الفرنسي ولم يرضخوا يوما، حيث مكنتهم قوة الثورة من إجبار فرنسا على التفاوض مع زعماء الثورة.
وأضاف المجاهد المعروف بـ «موح كليشي»، ان فرنسا قبلت التفاوض بسبب الخسائر المادية والبشرية التي تكبدتها جراء ثورة التحرير، وكذا بسبب فشل الدبلوماسية الفرنسية في كسب التأييد الدولي لاحتلال الجزائر، تذمر الشعب الفرنسي من الحرب في الجزائر وانعكاساتها عليهم، والأهم اقناع الفرنسيين بقبول التفاوض وعلى رأسهم ديغول الذي جند 500 حركي لمحاربة أبناء الجزائر في فرنسا حيث كانت الثورة تلتهب في عقر المستعمر، إلا أنه صرح في 16سبتمبر 1959 قبلوا بتقرير المصير، ليصرح بعدها في عين تيموشنت سنة 1960 أن» الجزائر جزائرية».
وعرج المتحدث، إلى مراحل المفاوضات التي مرت عبر مرحلة جس النبض، التي حاولت من خلالها فرنسا معرفة أهداف الثورة ومدى حنكة قادتها، ومرحلة المفاوضات الرسمية العلنية، لتأتي مفاوضات ايفيان الأولى، جوان 1961، واتفاقية إيفيان الثانية في جويلية 1962، حيث أكد المجاهد أنه بعد هذه المراحل تم استرجاع السيادة الوطنية، ولم يمنح له أحد الاستقلال .
وفي رده على سؤال «الشعب» حول استعمال التكنولوجيا في التعريف بالتاريخ الجزائري، قال الاستاذ محمد قدور، إننا في زمن التكنولوجيا، ويجب عدم الاعتماد على الوسائل التقليدية فقط في تعريف الشباب بالتاريخ، وإنما اللجوء إلى التكنولوجيا لتسهيل مهام البحث العلمي والوصول إلى المعلومة التاريخية، في أقصر وقت وبأقل تكلفة. وأشار الأستاذ في حديثه، إلى المعرض الدولي للكتاب، حيث أكد أن أغلب المبيعات كتب التاريخ والثورة، وعلى رأسها الثورة الجزائرية التي تمثل أكثر مقروئية، لكن النسبة انخفضت في السنوات الأخيرة بسبب إقبال الشباب على الوسائل التكنولوجية المتاحة، فايسبوك، والتلفزيون، الذي يجب أن يخصص ويستغل في تعريف الأجيال بالتاريخ.