كانت في صلب مفاوضات ايفيان

الصحراء الجزائريـــة عنصر إستراتيجي

سارة بوسنة

  شكلت قضية الصحراء عنصرا استراتيجيا في  أغلب مراحل مفاوضات ايفيان، حيث حاول الطرف الفرنسي إبعادها من جدول المفاوضات، عكس الوفد الجزائري الذي بقي متمسكا بها، باعتبارها عنصرا مفصليا في الاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية.
أبرز أستاذ التاريخ في جامعة تيبازة، محمد قدور، خلال تدخله في منتدى «الشعب» بمناسبة احياء ذكرى عيد النصر، ان اتفاقيات إيفيان التي تم التوقيع عليها في 19 مارس 1962 كرست مبدأ «الوحدة الترابية والاستقلال غير المنقوص للجزائر ملتزمة بذلك بالمبادئ التي أقرها بيان أول نوفمبر 1954.      
وأكد الأستاذ، أن الطرف الجزائري المشارك في اتفاقيات إيفيان التي انطلقت في 20 ماي 1960 رفض جملة وتفصيلا كل الاقتراحات الفرنسية التي حاولت تجزئة الوحدة الترابية للجزائر ووحدة شعبها واستقلالها التام.
هذه المفاوضات «التزمت بمبادئ بيان أول نوفمبر وكرستها ميدانيا» ،الأمرالذي ينبغي على أجيال الاستقلال «استيعابه جيدا والافتخار بتمسك الوفد الجزائري بمواقفه الثابتة، لاسيما ماتعلق بالصحراء الجزائرية التي أكد على أنها أرض جزائرية ولايمكن التفريط فيها.
وبخصوص الاسباب التي جعلت فرنسا تتمسك بالصحراء الجزائرية، قال قدور ان فرنسا ومنذ احتلالها للجزائر كانت تسعى الى التفرقة فيما بين ابناء الوطن الواحد ولعبت على الاختلافات السائدة في تلك الفترة وراهنت على مناطق معينة أرادت فصلها وشخصيات سياسية حاولت اعطاءها مراكز مرموقة مثل ‘’الباشاغا بوعلام»، وعلى تقسيم الجيش الجزائري من خلال فتح مفاوضات سرية مثل ما حدث مع صلاح زعموم قائد الولاية الرابعة في 1960، لكنها لما فاوضت على استقلال الجزائر ركزت على ملف الصحراء الجزائرية.
واشار المتحدث ان الصحراء الكبرى الجزائرية كانت للاحتلال الفرنسي بمثابة حقل لتجاربه النووية، وكانت المكان الامثل لفرنسا للقيام بتلك التجارب (التفجيرات) الخطيرة، حيث أجرت بين عامي 1960 و1966، 16 تجربة نووية في مواقع رقان ثم في إن أكر بالصحراء الجزائرية.
ولفت الأستاذ قدور ان اكتشاف البترول والغاز في الصحراء الجزائرية  كان سببا كافيا لتمسك فرنسا بها للهيمنة على الثروات الباطنية الموجودة بباطنها.   
الأرشيف الشفوي مصدر مهم
وفي رده حول سؤال «الشعب» حول دور الارشيف الشفوي في كتابة التاريخ النضالي للجزائر، قال الاستاذ قدور ان الوثيقة الارشيفية الشفوية تعد مصدرا من مصادر التأريخ، فهي تحتوي على معلومات هامة تؤرخ لفترة معينة، باعتبار من كتبها شاهد على الأحداث التي وقعت في حينها.
وحسب المتحدث فإن الجزائر لم توثق تاريخها بالكامل ولا يزال الارشيف الجزائري، بعد ستين سنة من الاستقلال، مكدسا عند فرنسا، مفيدا ان الشيء القليل الذي كتب عن تاريخ الجزائر قد وثق  بأقلام فرنسية وأصبحت كتاباتها المرجع الاول للكتابة التاريخية في الجزائر.
ولفت الى ان الكتابة التاريخية، لن تكون إلا إذا توفرت مادة تاريخية وأرشيف وشهادات وروايات شفوية، وهذا ما تقوم عليه وزارة المجاهدين عن طريق المؤسسات التي تشرف عليها سواء متحف المجاهد أو المركز الوطني للدراسات في الحركة الوطنية والبحث من خلال تسجيل شهادات مجاهدين والتي تعتبر لبنة لكتابة التاريخ في الجزائر.
كما دعا قدور الى منح الحرية التامة للباحثين في الجامعات الجزائرية  لتناول أي موضوع بدون طابوهات، مشيرا ان مؤشرات ايجابية وكلام محفز حيث قد سمح للطلبة في الجامعات تناول موضوعات محرم تناولها سابقا، لكن شرط توفر المادة التاريخية والوثيقة الارشيفية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024