أحيت ولاية بومرداس ذكرى يوم الشهيد المصادف لـ18 فيفري من كل سنة، بتسطير برنامج متنوع بالنشاطات والمحاضرات بادرت إليه بعض الهيئات الرسمية كمديرية المجاهدين وجامعة بومرداس التي نظمت ندوة فكرية بكلية الحقوق لبودواو، بحضور عدد من الوجوه الفكرية والثورية التي صنعت إحدى الصفحات الساطعة في مسار النضال الوطني وثورة التحري، لكنها بحاجة إلى إثراء ومساهمة مختلف الفاعلين منها المؤسسات التعليمية وفعاليات المجتمع المدني الغائبة عن الحدث.
وعرفت الاحتفالات المخلدة لهذه الذكرى عدة أنشطة رسمية كالعادة في برنامج الولاية والسلطات المحلية عبر البلديات التي عرفت وقفات ترحم في مربعات الشهداء، مع تكريم بعض المجاهدين وإطلاق مشاريع عمومية، وأيضا إشراف الوفد الولائي، نهار اليوم السبت، في افتتاح معرض الزيتون وزيت الزيتون ببلدية بني عمران.
وبالرغم من أهمية المناسبة التاريخية كمحطة للتواصل بين الأجيال وتكريس ثقافة الاعتراف بتضحيات الرعيل الأول من المجاهدين والشهداء، خاصة بالمنطقة التاريخية للولاية الرابعة، إلا أنّ الحدث الهام لا يزال مقتصرا على التظاهرات الرسمية الظرفية في وقت لم تواكب فيه المؤسسات التعليمية والتربوية لمثل هذه المحطات التاريخية الهامة والعزوف عن تنظيم نشاطات فكرية وتربوية لغرس فكر المحافظة على الذاكرة الوطنية بين التلاميذ، بالأخص في هذا الظرف الحساس الذي يتطلب مجهودات مضاعفة لإعادة الاعتبار للتاريخ الوطني ومواجهة كل مخططات الطمس والتشويه ولا يكون ذلك إلا من باب المدرسة والجامعة.