وثيقة

نداء الإضراب التاريخي

خاطبت قيادة جبهة وجيش التحرير الوطني الشعب الجزائري من خلال نداء صريح دعته فيه إلى القيام بإضراب شامل لإسماع صوت ثورة التحرير للعالم أجمع، هذا نصّه:
أيّها الشعب الجزائري إنّ كفاحك البطولي ليرجع عهده إلى سنة 1830.
إنّ الإستعمار الفرنسي يحاول منذ مائة وسبعة وعشرين عاما أن يبيدك، ويسحق شخصيتك ويقضي على عزّتك، ولكن دون جدوى، إن الإستعمار الفرنسي ظل مائة وسبع وعشرين عاما يقتل ويسحق ويعذب خيرة أبنائك الأبرار.
إنّ الإستعمار الفرنسي جعل من جزائرنا طيلة مائة وسبع وعشرين عاما موطن البؤس والرعب والخنق والكبت، لقد بقيت طيلة هذه المائة وسبعة وعشرين عاما رافعا لواء الكفاح: لواء الجزائر المكافحة المجاهدة لواء جنود عبد القادر لواء ثوار بني سناسن، وأولاد سيدي الشيخ والمقراني وأبطال جبال أوراس (1916-1926)، وضحايا سطيف و قالمة، وشهداء سيدي علي بوناب ولواء جيش التحرير الوطني منذ نوفمبر 1954.
أيّها الشّعب الجزائري،
إنّ القيادة العليا لجيش وجبهة التحرير الوطني الجزائري التي هي مرشدك في النضال، والتي تعزّزها ثقتك المطلقة بها، ترسل إليك هذا النداء لتنفيذ إضراب شامل لمدة ثمانية أيام في كامل التراب الوطني، إنّ واجبكم هو أن تستعدوا للقيام بهذا الإضراب الثوري العظيم في إجماع كامل ووحدة لا انفصام لها، وأنّ واجبكم أن تساعدوا بعضكم بعضا في هذا الإضراب، وأنّكم لتجعلون جميعا من هذا الإضراب ظاهرة شعبية تشمل طول البلاد وعرضها من تبسة إلى مغنية، ومن الساحل البحري إلى الصحراء الكبرى.
يا أبناء الأمّة الجزائرية،
من عمال وفلاحين وتجار وموظّفين وطلبة وتلامذة - ورجالا ونساء وأطفالا - إنّكم ستبعثونها صرخة مدوية في وجه الإستعمار، صرخة تنبعث من أعماق ثورتنا العظيمة، عندما تنفّذون إضرابكم التاريخي الأكبر، وأنّ القيادة العليا لجيش وجبهة التحرير الوطني الجزائري توصيكم بجمع حاجياتكم لهذه المدّة، أعينوا بعضكم بعضا، شيّدوا بناء الأمّة الجزائرية الحرّة المستقلّة بالكفاح والتضامن.
أيّها الجزائريّون، أيّتها الجزائريّات،
إن نجاح هذا الإضراب سيكون معناه أمام العالم أنّكم تعتبرون وفد جيش وجبهة التحرير الوطني هو المتكلم الأوحد للشعب الجزائري المناضل، إنّ تنفيذكم للإضراب الثوري العظيم بما فيه من نصب الكمائن في الطرقات، ومن التخريب والإشتباكات والهجومات على المدن والمراكز العسكرية، سوف يكون الخطوة الحاسمة في سبيل النصر الأخير.
أيّها الشّعب الجزائري،
لتقف صفا واحدا متراصا وراء جيشك الفتي، وجبهتك العتيدة لتنجح إضرابك العظيم.
العزّة للأبطال، والمجد للشّهداء
يحيا جيش وجبهة التحرير الوطني
تحيا الجزائر حرّة مستقلّة

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19625

العدد 19625

الإثنين 18 نوفمبر 2024