أكد مشاركون في الملتقى الوطني حول “الأدب الجزائري المهاجر” اليوم الاثنين بعنابة، على واجب الذاكرة بالنسبة للكتاب والروائيين ورجال الفكر والثقافة اتجاه تاريخ وأمجاد الوطن وتضحيات أبنائه.
قال متدخلون، في اليوم الثاني من اللقاء المنظم، بمناسبة اليوم الوطني للهجرة، أنّ النخبة الوطنية من المثقفين يجب أن توثق للذاكرة، من خلال إبراز تاريخ وأمجاد الوطن وتضحيات أبنائه، وأن تستلهم في كتابتها مآثر وبطولات من ضحوا في سبيل استقلال البلاد وحريته.
وأشار الأستاذ علي تباني من جامعة قسنطينة 1 أن المستعمر الفرنسي قابل المظاهرات السلمية التي نظمها الجزائريون بالعاصمة الفرنسية باريس، يوم 17 أكتوبر 1961، بأبشع صور القمع والتقتيل الجماعي، ومن واجب الكتاب والمؤرخين أن يخلدوا تلك الأحداث حتى تصبح مرجعا للأجيال القادمة.
وأضاف أن تاريخ الجزائر المكافحة وتضحيات أبنائها داخل وخارج الوطن من أجل الاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية والمحافظة على وحدة الشعب وهويته يمثلان “مصدر إلهام قوي بالنسبة للعديد من الكتاب والروائيين من أجل الحفاظ على هذه المرجعية وتوثيقها”.
من جهة أخرى، تناولت أشغال اليوم الثاني والأخير من هذا الملتقى بقاعة المسرح الجهوي عز الدين مجوبي موضوع “الهجرة والحنين إلى الوطن” من خلال إبداعات أدبية وأعمال مسرحية لعدد من الأدباء والروائيين الجزائريين بالمهجر على غرار “ أمسية في باريس” لمجيد بن شيخ التي تتناول أحداث 17 أكتوبر 1961 و “ أبناء القصبة “ التي تتناول مسار الثورة التحررية، من خلال معاناة عائلة جزائرية بحي القصبة والتي عرضت سنة 1959 بالمسرح البلدي بتونس.
كما نشط وناقش المشاركون مداخلات تمحورت حول دور الأدب المهاجر في الترويج السياحي للوطن، من خلال نماذج لروايات ومؤلفات تتناول مدن الجزائر مثل قسنطينة في رواية “ذاكرة الجسد “ لأحلام مستغانمي.
وقد ارتكزت أشغال هذا الملتقى حول محاور تعلقت بدور الأدب الجزائري المهاجر في خدمة القضية الوطنية، أثناء الاستعمار وخلال الثورة التحريرية وقضايا ومضامين الأدب الجزائري المهاجر، إضافة إلى الأدب الجزائري المهاجر والنقد الأكاديمي وقضايا الهجرة والحنين إلى الوطن.
وبالموازاة مع هذا الملتقى، أقيم بمناسبة إحياء اليوم الوطني للهجرة معرضا للكتاب بساحة الثورة بوسط مدينة عنابة، تضمن كتبا تاريخية وأدبية وعلمية إضافة إلى كتب مدرسية وقصص للأطفال.
وانتظم الملتقى الوطني حول الأدب الجزائري المهاجر من طرف مديرية الثقافة والفنون لولاية عنابة، بالتعاون مع جامعة باجي مختار بعنابة، وشهد مشاركة ما لا يقل عن 40 أستاذا من عدة جامعات من الوطن إضافة إلى كتاب وإعلاميين.