محمد بوضياف يعد أحد كبار رموز الثورة الجزائرية وقادتها و الرئيس الخامس للدولة الجزائرية، حيث ساهم في كتابة بيان أول نوفمبر 1954 مع الشهيد مراد ديدوش، ولهذا لا يمكننا تفويت فرصة تخليد ذكراه المصادفة لـ 29 جوان من كل سنة.
وفي هذا الصدد أبرز المحامي والمختص في تاريخ الحركة الوطنية عامر أرخيلة أهمية شخصية سي الطيب الوطني التي لها حسبه ثلاثة أبعاد تاريخية أولها البعد النضالي خلال الحركة الوطنية، أين تبلورت أفكاره وأصبح مساره الشخصي هو مسار القضية الوطنية التي أصبحت عقيدة لديه.
في حين تمثل البعد الثاني أضاف عامر أرخيلة في حديث ل«الشعب”، في أن محمد بوضياف حظي بالتزكية من طرف زملائه المناضلين لتولي دور التنسيق، هذه المهمة لم تكن بالأمر الهين، مما يدل على تقدير رفقاءه لشخصه، مشيرا إلى أنه بعد استرجاع السيادة الوطنية ظلّ الفقيد وطنيا ملتزما بقضية وطنه بالرغم من الاختلاف مع بعض المناضلين، إلى درجة أنه أقدم على حل حزبه السياسي بعد مشاهدته لجنازة الرئيس الراحل هواري بومدين.
أما البعد الثالث قال المؤرخ هو أن محمد بوضياف حظي بموت كرئيس للجزائر التي حلم بها، وهذا ما كرس فيه بعدا تاريخيا. وبالمقابل، أعرب محدثنا عن أسفه نتيجة إهمال الإعلام للدور الفاعل لهذه الشخصية خلال الثورة التحريرية كغيره من المناضلين في تناولهم التاريخي الإعلامي، قائلا:«من خلال هذه الرموز يمكننا تكريس المحطات التاريخية ، ومسار الثورة التحريرية في قلوب وعقول الأجيال”.
وقال أيضا عامر أرخيلة :« نتأسف على عدم إعطاء هذه الشخصية على غرار المجاهدين الآخرين، العناية اللازمة سواء على مستوى المنظومة التربوية أو عبر وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة”، موضحا أن هذا يدل على نقص في الرؤية، فيما يخص تكريس سلوكات مثالية للمناضلين في كثير من محطات الثورة المجيدة، كما أضاف أن سي الطيب الوطني أكد أكثر من مناسبة أنه النواة الأولى التي بدأت تفكر في الوحدة، بعد انقسام الحركة الوطنية ويعود الفضل له ولأحمد بن بلة وأحمد محساس أيضا الذين كانت لهم نشاطات متمركزة في فرنسا في ربيع 1954.
عامر أرخيلة في حديث لـ «الشعب»: الفقيد ظل وطنيا ملتزما
من خلال الشخصيات الوطنية يمكننا تكـريـس الوطنيـة في قلـوب الأجيـــال
سهام بوعموشة
شوهد:1288 مرة