الطلبة خزان لإطارات ما بعد الاستقلال
بعد نجاح الإضراب طلبت الجبهة العودة للدراسة وكسب التحصيل العلمي
معركة «الميم» حسمت لصالح الثورة
راهن قادة الثورة التحريرية على ضرورة توظيف وإدماج عنصر النخب الطلابية عبر هياكلها وأجهزتها المختلفة نظرا لحاجتها في المرحلة الأولى للكفاح لمن يناصرها مثل الفئات الأخرى، وعلى اعتبار أن الطلبة يمثلون القوّة الطلائعية في المجتمع وقوة فاعلة في تسيير مؤسسات الثورة وخزان لإطارات ما بعد الاستقلال.
يؤكد الدكتور أحمد مريوش في كتابه بعنوان: «الحركة الطلابية الجزائرية ودورها في القضية الوطنية وثورة التحرير 1954»، فإنه خلال الفترة الأولى من الخمسينات عرفت الحركة الطلابية الجزائرية بدورها حركة نشاط جديدة دفعتها نحو التسابق إلى تشكيل تنظيمات أخرى، فقد أسس الطلبة الجزائريون بباريس سنة 1954 تنظيما طلابيا جديدا بإسم إتحاد الطلاب الجزائريين بباريس، ولعله وسّع من الهوّة بين الطلبة الجزائريين أكثر ما سعى لتحقيق وحدتهم بفعل سياسة الاستخبارات الفرنسية التي أخذت على عاتقها تكسير كل قوّة تشكل خطرا على تواجدها بالمنطقة، وتحديدا بعد اتساع ظاهرة العنف والقوّة والمطالبة بالاستقلال لدى كل من تونس والمغرب، ولذلك لا نستغرب في أن نجد أن هذا التنظيم الطلابي الجديد تشرف على تسييره كوادر وطلبة من الحزب الشيوعي الفرنسي أكثر ما كانت تسيره كوادر من الطلبة الجزائريين أنفسهم.
ويوضح الدكتور أحمد مريوش أن، إسناد مسؤولية تسيير هذا التنظيم الجديد للشيوعيين الفرنسيين المتعاطفين مع الطلبة الشيوعيين الجزائريين لم يكن مرغوب فيه لدى جميع الطلبة الجزائريين المتواجدين بفرنسا، مما تولّد عن ذلك شرخ في الإتحاد الطلابي الجزائري بباريس الذي أصبح يمثل شريحة طلابية ضيقة، وهي لا تتلاءم مع التكوين السياسي والديني لباقي الطلبة الجزائريين خصوصا بعد اندلاع الثورة التحريرية، ووضوح برنامجها وتوجهها الإيديولوجي من خلال محتوى نداء أوّل نوفمبر، حيث استجاب العديد من الطلبة لهذا النداء، وكان لجبهة التحرير الوطني دور في تعبئة الحركة الطلابية.
تأسس الإتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين سنة 1955 بفرنسا، وقد سبق ميلاده العديد من الاجتماعات التحضيرية ما بين 1953 و1955، حيث تأسس مكتب خاص بالطلبة الجزائريين في جامعة الجزائر في فيفري 1955 بالمطعم الجامعي المسمى اليوم مطعم عميروش حتى يكون التمثيل الطلابي ناجحا، وقريبا من الواقع الجزائري المستجد، وقد نشطت خلال هذه الفترة مجموعة من الطلبة أمثال لمين خان وبغلي وعبد الكريم حسني والأخضر الإبراهيمي وبابا أحمد وغيرهم.
ويقول صالح بلقبي في شهادته حول ظروف تأسيس الإتحاد انه خلال هذه الفترة الهامة من إعادة هيكلة التنظيم الطلابي، وبرغم مشكلة الميم (الإسلام) المرفوضة من قبل بعض الطلبة اليساريين الذين ظلوا على ولائهم لتوجيهات الحزب الشيوعي الفرنسي، فإنه تمكن من التوصل إلى كتابة بيان يساند من خلاله قضايا الطلبة الجزائريين، وتمسكهم بالقضية الجزائرية، أما شهادة عبد الكريم حساني فيقول أن الجامعة كانت لها خلايا طلابية مشكلة تابعة لجبهة التحرير الوطني قبل 1956، حتى قبل التفكير في الإضراب العام للطلبة الذي دعا إليه الإتحاد.
تمكنت جبهة التحرير الوطني من تعبئة ما يزيد عن 600 طالب بين الجامعيين والثانويين في صفوفها، ومن بين الطلبة البارزين الشهيد عمارة رشيد، ويذكر زهير إحدادن الذي كان آنذاك طالبا في جامعة الجزائر، منذ الموسم 1950-1951 أن الطالب عمارة رشيد اتصل به بغرض التنسيق ووقع لقاء بينهما في حديقة الحامة بالجزائر العاصمة بحضور كل من خالد وعبان رمضان الممثل لجبهة التحرير الوطني بالوسط.
ويضيف أنه خلال هذه الفترة نشّط ممثلو الطلبة في عملية تحسيسية بهدف الوصول إلى إئتلاف طلابي موّحد، وسافر على جناح السرعة إلى باريس وفد طلابي لشرح هذا الهدف بين جموع الطلبة على اختلاف مشاربهم السياسية، ومن بين عناصر الوفد لمين خان، محمد الصديق بن يحيى وبغلي.
وقد استطاع الوفد تبليغ الرسالة وإقناع العديد من الطلبة بأنه قد حان الأوان أكثر من أي وقت مضى للبحث عن الوحدة الطلابية خدمة لصالح الثورة التحريرية، وقد تمكن الوفد أيضا من ترجيح الكفة لصالح طلبة الجناح المؤيد للاتجاه الإسلامي أي تثبيت حرف الميم في المسار الطلابي بدلا من البقاء على ولاء الإتحاد الوطني للطلبة المشوب بالتوجه اليساري المرتبط بالتوجهات والمصالح الفرنسية من جهة، والتخلي عن تتبع توجيهات جناح الطلبة الداعي إلى اللائكية المقيتة.
احتضنت باريس ما بين 4 و7 أفريل 1955 الاجتماع التحضيري للتشاور في كيفية تشكيل منظمة طلابية جزائرية موّحدة، وقد ضم الاجتماع بعض الممثلين عن طلبة جامعة الجزائر والطلبة الجزائريين بالجامعات الفرنسية، وخلاله أعلن عن تشكيل الإتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين، الذي ولد بعد مخاض عسير ومناقشات حادة تمت خلال اللقاءات التحضيرية التي تركزت حول تسمية الإتحاد الذي يحمل بين طياته مدلول التوجه الإيديولوجي الجديد لجموع الطلبة، فبعضهم يحبذ الإبقاء على تسمية الإتحاد الوطني للطلبة الجزائريين، في حين يؤكد الطرف الآخر تبني التوجه الإسلامي في التنظيم الطلابي، وتسمية الإتحاد باسم الإتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين أي إضافة كلمة الميم.
ولذلك سميت القضية وقتها بمعركة الميم بين أجنحة صفوف الطلبة، وبحسب شهادات بعض الطلبة فإن التسمية الجديدة جاءت لحسم الموقف والتعبير عن الانتماءات الحضارية للطلبة الجزائريين، الذين ناضلوا من أجل هذا التوجه، منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، خلال مؤتمرات طلبة مسلمي شمال إفريقيا، رافضين التنازل عن أقدس مقوّمات شخصيتهم وهو الدين وطلبوا بترسيم هذا الإنتماء، خلال مؤتمرهم التأسيسي الذي أحتضنه قصر التعاون بباريس ما بين 8 إلى 14 جويلية 1955.
وبحسب المؤرخ يحي بوعزيز فإن الرواد المؤسسين للإتحاد العام سواء داخل أو خارج الوطن محمد بن يحي ومسعود أيت شعلال، عبد السلام بلعيد، أحمد طالب الإبراهيمي، عبد الرحمان مهري، عبد الرحمان شريط وعيسى مسعودي، الجنيدي خليفة، مولود قاسم، شلالي عبد القادر، يحيي بوعزيز، الطاهر عمراوي، صالحي أرزقي، البشير كعيس، عيسى بوضياف، عبد الحميد بن هدوقة، نور عبد القادر، قاسي عبد القادر، أبو القاسم سعد الله، منور مروش، زعبوب إبراهيم، محمد فارح، علي جغاب، ومصطفى بوزيان.
إن حرب «الميم» قد جلب للإتحاد بعض المتاعب، وظهرت صراعات بين الطلبة خصوصا من طرف مجموعة الشيوعيين والإندماجيين الذين رفضوا الانتساب للإسلام ودافعوا عن التوجه اللائكي وقبلوا العيش في كنف الوجود الفرنسي، ولعل من هؤلاء الطلبة الذين رفضوا حرف الميم طلبة جامعتي باريس وتولوز، لكن مناوراتهم باءت بالفشل ولم تتمكن من تحييد كلمة الإسلام وإلغائها من تسمية الطلبة، بحسب ما قاله بلعيد عبد السلام في محاضرة ألقاها سنة 1990 بمعهد الاقتصاد بجامعة الجزائر بالخروبة.
عبر الإتحاد على أنه ليس في حاجة إلى الشهادة الجامعية، بل في حاجة إلى شهادة الاستقلال، وأن الدراسة والشهادة أصبحت غير فعّالة مقارنة بتضحيات الإخوة الطلبة والمجاهدين.
الإتحاد راهن على توحيد الطلبة وربط مصيرهم بشعبهم
إن إختيار باريس كمقر رسمي للإتحاد مردّه سهولة النشاط الطلابي في باريس، ووجود بعض الحريات التي كانت منعدمة في الجزائر التي يحكمها المستوطنون المتطرفين، وكذا كثرة الطلبة الجزائريين بفرنسا، وحتى الطلبة الأجانب من دول عربية وأجنبية التي عادة ما كانت تساند قضايانا، كان الهدف الأسمى الذي راهن عليه الإتحاد هو توحيد الاتجاه الطلابي وربط مصير المثقف بمصير غيره من أفراد الشعب الجزائري.
وقد تجسدت مبادئ الإتحاد منذ المؤتمر التأسيسي، من خلال المداخلات والخطب الهامة، منها خطبة أحمد طالب الإبراهيمي قائلا: «أيها الطلبة لنا أن نكافح في سبيل تعبئة الطلاب الجزائريين مكافحة كبيرة لتذليل الصعوبات التي تعترض طريقنا... أيها الطلاب المسلمون إننا نتألم من أعماق أرواحنا ونحن نشاهد اضطهاد الاستعمار للغتنا باعتبارها لغة أجنبية في بلادنا، وهي المركز الأساسي لحضارتنا ومن تم لن يهدأ لنا بال إلا عندما تسترجع مكانتنا اللائقة بها شرعا وقانونا... علينا نحن المحظوظون بين شبابنا أن نكافح كفاحا مستمرا لضمان التعليم لكل طفل جزائري وصل سن الدراسة، سننتزع لأطفالنا التعليم والتربية التي هي حق من حقوقهم المشروعة... «.
أهم أهداف الإتحاد بناء كتلة طلابية موّحدة الصفوف مع فتح الآفاق أوسع للانخراط وإنتشال باقي الطلبة من التنظيمات اللاوطنية وتجنب الصراعات والحزازات غير المجدية التي تمزق التنظيمات الطلابية، إعتماد الدين الإسلامي ولغته وترسيمها في أولى مطالب الإتحاد، الدفاع عن المصالح المادية والمعنوية المشروعة للحركة الطلابية في الجزائر، وفتح الآفاق للتبادل الثقافي والفكري مع الدول الصديقة خاصة المجاورة كتونس، المغرب، ليبيا ودول العالم العربي والإسلامي.
إضافة إلى محاربة الجهل ونشر التعليم بين جميع أبناء الجزائر، وربط مصير الطلبة بمصير الأمة الجزائرية المكافحة لإزالة الحواجز البسيكولوجية المتمثلة في عقدة التفوق التي غرستها الجامعة الفرنسية في نفسية الطلبة الجزائريين، بغرض إبعادهم عن الواقع الجزائري وحتى عن معاناة باقي المواطنين بإعتبارهم طبقة متميزة تمثل النخبة،إدماج الإتحاد الطلابي في محرك الثورة فكريا، سياسيا وعسكريا.
ارتكز برنامج الإتحاد على خدمة الثورة الجزائرية عبر التمثيل الدبلوماسي وجمع التبرعات والكتابة ونشر الدعاية، وإعداد الإطارات والفنيين والمكونين، ويعتمد ذلك على الإكثار من البعثات الطلابية إلى إتمام الدراسة في الخارج سواء إلى أوروبا الشرقية أو الغربية وحتى العالم الجديد، وجنوب شرق آسيا بما فيها الصين وتعزيز الإرسال الطلابي إلى مصر، بلاد الشام، تونس والمغرب.
وبحسب الإحصائيات فإن عدد الطلبة الجزائريين بجامعة الجزائر ما بين 1960 و1961 بلغ 1317 موزعين على شعبة الآداب بـ 450 طالب، منهم 83 إناث و367 ذكور، و420 في شعبة الحقوق والعلوم السياسية والاقتصادية، منهم 22 إناث و398 ذكور، و271 طالب في شعبة العلوم، منهم 232 ذكور و39 إناث و170 طالب في شعبة طب وصيدلة منهم 148 ذكور و28 إناث.
جاءت الدعوة إلى الإضراب بعد سلسلة من المشاورات بين الهيئة الرسمية للإتحاد وممثلين عن تلاميذ الثانويات خصوصا المتواجدة بالجزائر العاصمة، هذه الأخيرة أدت الدور الأساسي في تحقيق فكرة الإعلان عن الإضراب العام وتنفيذه، وبحسب المعاصرين لتلك الفترة فإن دور الطلبة الثانويين كان رائدا في تحضير وتوفير مناخ الإضراب وتمكنوا من فرض أنفسهم حتى على طلبة جامعة الجزائر، واشتركوا معهم في التصويت لترجيح كفة الداعيين لأسلوب الإضراب وكان على رأس هؤلاء الثانويين عمارة رشيد ومريم بلميهوب.
وفي هذا الشأن يذكر النقيب محمد صايكي في مذكراته المنشورة سنة 2003، وهو من مسؤولي الثورة في الولاية الرابعة في مذكراته أن ترك التلاميذ لمقاعد الدراسة عند أعمار لا تتجاوز سبع عشر سنة، والتحاقهم بالجيش والجبهة مكن من استمرارية الثورة بعد أن التحقوا بصفوف الثورة تدريجيا وصاروا من الذين يسيّرون الثورة بكل أجهزتها، وهذا عكس الطلبة الجامعيين الذين لم يلتحقوا جميعا بالجبال وفضّل منهم مواصلة الدراسة خارج الوطن، وبعد تبلور القناعة الطلابية بفكرة الإضراب قامت الهيئة التنفيذية للإتحاد بسحب بيان الإضراب ليلا في مقر جبهة التحرير الوطني بالجزائر التي كانت تحت الحضر والمراقبة المشدّدة الفرنسية.
طلبة الثانويات أدّوا دورًا في تنفيذ إعلان الإضراب
وأصبح للثانويين الجزائريين وقتها تنظيم خاص بهم يدعى جمعية الشبيبة الطلابية الإسلامية، وعززوا من علاقاتهم مع الإتحاد الطلابي من جهة، كما استطاعوا أن يوفقوا في تعبئة الطلبة الثانويين في العديد من الثانويات لصالح الإضراب، ومن أمثلة ذلك عائشة حاج سليمان التي كانت تدرس بثانوية الثعالبية بالعاصمة واستطاعت إقناع زملائها بشرعية الإضراب، ثم التحقت بصفوف الثورة وهي في مقتبل العمر وأصبحت تدعى فوزية، حيث إشتغلت كمرشدة سياسية واجتماعية بالمنطقة الخامسة واستشهدت سنة 1957 بمنطقة مسيردة حين حاولت عبور الحدود المغربية برفقة إخوانها المجاهدين.
ومن بين الشهيدات أيضا اللواتي ساهمن في التحضير للإضراب العام فضيلة سعدان بمساهمتها في تهيئة الإضراب بالثانوية التي تدرس بها وهي ثانوية الحرية حاليا بقسنطينة، وقد ألقي عليها القبض وأودعت سجن الكدية بقسنطينة في شهر نوفمبر 1956 بتهمة التحريض والتخطيط له بين صفوف الطلبة الجزائريين.
خصّ الإضراب في البداية طلبة جامعة الجزائر لوحدهم، لكن نشاط خلية جبهة التحرير الوطني بالعاصمة قيادة بن يوسف بن خدة وعبان رمضان كانت وراء توسيع الإضراب إلى أبعد حد وربطته مباشرة بالثورة، وعقدت سلسلة من الجمعيات أوّلها في نادي الإتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري تلاه اجتماع آخر في مقر الإتحاد، وبحسب شهادة المرحوم لمين خان فإن جبهة التحرير الوطني طلبت منه إعلان الإضراب فورا، حيث أمتثل للأمر بإصدار بيان الإضراب لفرع الجزائر وذلك بتاريخ 19 ماي 1956 وفي نفس الوقت اتصل بفرع باريس للطلبة لتبليغهم بالقرار، والإعلان عنه في الجزائر.
ويضيف أن بلعيد عبد السلام حين قدّم من باريس تعرف على فحوى البيان للتشاور مع قادة الجبهة منهم بن يوسف بن خدة وعبان رمضان، وبمجرد عودة بلعيد عبد السلام إلى باريس للتفاوض مع الطلبة مجددا تعزّزت أكثر فكرة شنّ الإضراب، واستجاب العديد منهم وكان ذلك بتاريخ 25 ماي 1956.
ترك الطلبة مقاعد الدراسة والتحقوا بجيش التحرير وخلايا جبهة التحرير، وتعددت مسؤولياتهم من الجندية إلى الإعلام والأخبار والمحافظة إلى النشاط الدبلوماسي إلى التمريض والقضاء والتدريس والتربية، التوعية والتعبئة العامة مع صفوف الثورة .
وقد تضمن نص النداء: «إننا لنشعر بأن وقوفنا موقف القاعد المتفرج أمام الحرب التي تجري معاركها تحت أعيننا يجعلنا شركاء المفتريات البديئة الصادرة من الأفاكين الآثمين ضد جيشنا الوطني الباسل.. ولذا فإن الواجب ينادينا إلى القيام بمهمات تفرضها الظروف علينا فرضا وتتسم بسمة السمو والمجد، فالواجب ينادينا إلى تحمل الآلام ليلا ونهارا بجانب من يكافحون ويموتون أحرار اتجاه العدو...فلنهجر مقاعد الجامعات ولنتوجه إلى الجبال والأوعار، ولنلتحق كافة بجيش التحرير الوطني وبمنظمته السياسية جبهة التحرير الوطني..».
وقد أدى الإضراب إلى حدوث مشادات عنيفة بين البوليس الفرنسي المدجّج بالأسلحة وبين الطلبة الجزائريين، وتم تجريد الطلبة من وثائقهم ومنعهم من دعم الخدمات الجامعية وطردهم من الإيواء بالأحياء السكنية، وهدّدوا بالشطب من القوائم الدراسية نهائيا، وبعد نجاح الإضراب طلبت جبهة التحرير من الطلبة العودة لمقاعد الدراسة وكسب التحصيل العلمي والمعرفي لتزويد الجزائر ما بعدالإستقلال.