الملتقى الدولي الثّالث حول الشّهيد محمد العربي بن مهيدي

صانع للوعي الثّوري وملهم لأجيال الحاضر والمستقبل

أكّد مشاركون في الملتقى الدولي الثالث حول الشهيد محمد العربي بن مهيدي، الذي اختتم الخميس بجامعة أم البواقي تحت شعار «الذّاكرة والتّاريخ، هويّة وانتماء»، أنّ البطل العربي بن مهيدي «صانع للوعي الثوري وملهم لأجيال الحاضر والمستقبل».
أفاد في هذا الصدد الأستاذ يوسف قاسمي من جامعة قالمة في مداخلة ألقاها في اختتام أشغال هذا الملتقى العام لوزارة المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، بمناسبة إحياء الذكرى الـ 64 لاستشهاد البطل العربي مهيدي بأنّ «شخصية الشهيد صنعت الوعي الثوري من خلال محطات سيرة حياته النضالية».
وصرّح المتدخل في ذات السياق، أنّ الشهيد محمد العربي بن مهيدي «أعطانا دروسا من خلال سيرته لا بد أن يستلهم منها الشباب، إذ تعد شخصية بن مهيدي مثالا لهم من خلال نضالاته عبر مختلف محطات حياته».
وأوضح الأستاذ قاسمي في مداخلته التي عنونها بـ «العربي بن مهيدي ثائر في وجه جلاّديه»، أن هذا البطل بدأ النضال منذ عمر السادسة عشر من خلال انخراطه في فوج الرجاء للكشافة الإسلامية الجزائرية ببسكرة ثم مشاركته في مشاتل حزب الشعب والمشاركة في مظاهرات 8 ماي 1945 بمنطقة بسكرة وتأسيس المنظمة الخاصة، وغيرها من المحطات وصولا إلى التحضير للثورة التحريرية وتفجيرها والقيادة ضمنها والتحضير لمؤتمر الصومام ومواصلة الكفاح بمختلف الأشكال إلى غاية استشهاده.

التّاريخ صمّام الأمان للوطنية

 عن الدروس التي يمكن استخلاصها من سيرة شهداء الجزائر على غرار العربي بن مهيدي هو «استلهام مشروعهم وإعادة بعثه، بالإضافة إلى القيام بثورات جديدة من نوع خاص تتمثل في القيام بثورة اليقين ضد الشك والعلم ضد الجهل والبناء»، مثلما أضاف هذا الأكاديمي.
من جهته، تطرّق الكاتب والباحث في التاريخ محمد أرزقي فراد في مداخلة بعنوان «دور التاريخ في تواصل الأجيال» إلى أهمية دراسة التاريخ قبل أن يؤكّد على أن «التاريخ صمام الأمان للوطنية»، معتبرا كذلك أنه «لا وطنية ولا هوية دون ذاكرة تاريخية».
واعتبر ذات الباحث أنّ «بناء جسر بين الشباب والتاريخ من شأنه أن يبعث الوطنية فيهم»، مضيفا بأنّ «الارتباط بعاداتنا وتقاليدنا وأمجادنا يندرج ضمن المقاومة الفكرية».
كما تضمّنت جلسات هذا الملتقى الذي دام يومين تقديم مداخلات لأساتذة جامعيين ومهتمين بالتاريخ تتخلّلتها تقديم شهادات حول شخصية الشهيد العربي بن مهيدي ومواقفه الثورية ونشاطه السياسي والعسكري إبان ثورة التحرير الوطنية وغيرها من المحاور.
وكانت قد عرفت أشغال الملتقى الدولي الثالث حول الشهيد العربي بن مهيدي في يومها الأول تقديم مداخلات لأساتذة من خارج الوطن، ألقيت عن طريق تقنية التحاضر عن بعد على غرار مداخلة جيهان حسين فقيه من الجامعة اللبنانية بعنوان «دور الصحافة اللبنانية في دعم الثورة الجزائرية وقادتها، شخصية العربي بن مهيدي نموذجا» وأخرى لحسن اللولب رئيس مركز البحوث والدراسات لاتحاد المغرب العربي بتونس بعنوان: «النخب التونسية والثورة الجزائرية (1954-1962).
واختتمت جلسات الملتقى بصياغة العديد من التوصيات على غرار توسيع مجال المشاركة في الطبعات القادمة لتشمل رفقاء الشهيد، واقتراح أن يتمحور عنوان الطبعة القادمة لملتقى محمد العربي بن مهيدي حول «الدراسات التاريخية الجزائرية والعربية والأوروبية»، بالإضافة إلى العمل على إنقاذ التاريخ الجزائري من الاستغلال السياسوي المضر بالوحدة الوطنية ولحمتها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024