في منتدى الذاكرة للأمن الوطني، باحثون:

الشهداء كتبوا تاريخا ناصعا بالداخل والمهجر

سهام بوعموشة

أبرز المتدخلون في منتدى الذاكرة للأمن الوطني بمناسبة اليوم الوطني للشهيد الذي حمل شعار : «أبناء الجزائر الجديدة ...لا تنسوا الشهداء»، رمزية الشهيد الذي ذكر في القرآن الكريم 55 مرة، مؤكدين أن أبناء الوطن كانوا السباقين في الدفاع عن حرمة وطنهم، وكتبوا تاريخا ناصعا سواء بالداخل أو بالمهجر.
أوضح الدكتور مدير المدرسة العليا للشرطة المرحوم علي تونسي، عبد الكريم شوقي، في مداخلة بعنوان «على درب الشهداء ماضون»، أنّ الشهيد مصطلح ديني ذكر في القرآن الكريم 55 مرة، فهو رمز من رموز الإفتخار والإعتزاز لكل أمة، مشيرا إلى أنّ الجزائري منذ عصور غابرة يضحي من أجل وطنه وقد ضرب أمثالا في الإستشهاد، منذ سنة 1954، فكان أبناء الوطن السباقين في الدفاع عن حرمة وطنهم، حيث شاركوا في المقاومة الشعبية وفي الحركة الوطنية وفي كل مرحلة نجد أفواجا من التضحيات.
وأضاف مدير المدرسة العليا للشرطة، أنّ كل أيام السنة هي يوم الشهيد الذي اعتمد رسميا عام 1991، وبحسبه فإنّ هذا الاعتماد هو اعتراف شكلي للتعبير عن تضحية واستشهاد أبناء الجزائر الذين تمتد مسيرتهم، منذ أن وطأت أقدام الاستعمار أرض الوطن، من مقاومات أحمد باي، الأمير عبد القادر، التيطري، القليعة ،الأغواط، أولاد سيدي الشيخ، بوعمامة، وغيرها من المقاومات.
وأبرز، في هذا الصدد، أنّ الشهداء كتبوا تاريخا ناصعا سواء بالداخل أو بالمهجر، أسقطوا سبع حكومات فرنسية خلال سبع سنوات وتسع حكام عامون، فأصبحت الشهادة رمزا من رموز الإفتخار والإعتزاز، والدليل أنّه حين تسمع الأمّ أو الأخت أو الزوجة بإستشهاد إبنها تطلق زغاريد على أنّ إبنها نال شرف الشهادة.
من جهته، تطرّق البروفيسور بوعزة بوضرساية، أستاذ التاريخ المعاصر والحديث، إلى مكانة الشهيد في الذاكرة الوطنية، موضحا أن هناك أصنافا من الشهداء الصنف الأول الذين سقطوا دفاعا عن الجزائر ضدّ الحملات الصليبية والصنف الثاني قوافل من شهداء أول نوفمبر 1954، دون نسيان الذين دافعوا على أن تبقى الجزائر شامخة من رجال الشرطة والجيش والدرك حتى نحافظ على أمانة الآباء والأجداد، وتبقى بلادنا الصخرة التي تتكسر أمامها كل الأطماع، على حدّ تعبيره.
وركز البروفيسور في مداخلته على شهداء القرنين 19 و20، قائلا إنّه آن الأوان أن نسمي الأسماء بمسمياتها، وأننا أمام معضلة المصطلحات وعلينا تصحيح المفاهيم التي حاولت فرنسا أن تستدرجنا من خلال مؤرخيها مثل التفجيرات النووية، التي ما يزال سكان الجنوب يعانون منها إلى الآن، مشيرا إلى أنّ فرنسا تسعى من خلال المدرسة الاستعمارية بالتركيز على مصطلح حرب وليس ثورة، لأنّ هذه الأخيرة غيّرت كل الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية للجزائريين واستطاعت تربية جيل مثقف يضاهي علماء أوروبا رغم أننا كنا تحت الاستعمار، مضيفا أنه ينبغي أن نأخذ العبر ونرسخها لدى الأجيال للحفاظ على أمانة الشهداء.
وأكّد بوضرساية أنّ قوافل الشهداء لم تنته باسترجاع السيادة، فالتفجيرات النووية والجرثومية بوادي الناموس، ما تزال انعكاساتها إلى اليوم، قائلا:» فرنسا سرقت جزء من أرشيفنا وحاولت أن تضع تاريخا مشتركا بيننا، مخطئ من يقول أنه يربطنا تاريخ مشترك، قضت على مقوّماتنا وأرادت إدماجنا في حضارات ليست لنا، لكنّها لم تنجح».مقترحا جعل تاريخ 18 فيفري يوما وطنيا لكل شهداء القرنين 19 و20.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024