قال أستاذ تاريخ الجزائر المعاصر الدكتور عبد الحميد دليوح، إن الثورة الجزائرية المباركة أصبحت مضربا للأمثال في القرن 20 في مقارعة الاستعمار الأوروبي الحديث، عرفت بأهم ضريبة وهي ضريبة الدم التي دفعها الشعب الجزائري والشهداء حتى غدت تعرف بثورة المليون ونصف مليون من الشهداء.
ويضيف الأستاذ الجامعي، إنه وجب علينا كأجيال الإستقلال أن نستوحي من ذكرى اليوم الوطني للشهيد كل العبر الممكنة لربط الأجيال وصناعة جيل وفي يستذكر ويبني وطنه على أساس الوفاء للشهداء، وأي محاولة لن تخرج عن هذا الإطار والقطيعة بين أجيال الجزائر، وخاصة جيل أول نوفمبر 1954 هي محاولة فاشلة لإخراج الجزائر من تاريخها وذاكرتها.
ويبرز دليوح أنه ينبغي إعادة استذكار أهم مطالب الشعب الجزائري، خلال هذه الذكرى العزيزة على قلوب الجزائريين، خاصة في قضية الأرشيف، وكل المطالب المشروعة لاسيما في ملف الذاكرة لطّي صفحة الاستعمار نهائيا، وكذلك لاستكمال هذا الملف التاريخي الثقيل الذي هو ماضينا المجيد، قائلا: «نأمل أن يتم تخليد هذه الذكرى في كل مؤسساتنا التربوية والوطنية، وان يصل مدلولها التاريخي والعلمي والأكاديمي إلى كل شرائح المجتمع الجزائري ويكون نوع من المصالحة مع التاريخ خاصة، وأنه بذكرى وعبق الشهداء «.
وأبرز محدثنا ضرورة تخليد مآثر هؤلاء بتدوين تاريخهم، والحث على تسجيل سيرهم الملهمة من طرف أجيال الإستقلال خاصة طلبة أقسام التاريخ وإفراد جزء هام من توجهات الطلبة أثناء إعداد مذكرات لكتابة تاريخ شهدائنا، والعمل على موسوعة وطنية كاملة للشهداء في إطار قواميس أو موسوعة للتعريف بهم وضبطهم وترجمتها إلى عدة لغات لتمكين العالم من سيرهم النبيلة.