الدكتور عبد الحميد خالدي

الكشّافة..مدرسـة الوطنـية الأولى

سهام بوعموشة

ساهم جيل الكشافة الإسلامية  الجزائرية في النضال ضد الاستعمار منذ مجازر الثامن ماي 1945، ووصولا إلى الثورة التي توّجت باستعادة السيادة الوطنية عام 1962، حيث سعت الكشافة الإسلامية إلى ربط أواصر التعاون مع الجمعيات الكشفية الشقيقة والصديقة، بدءا بالكشافة التونسية، حيث كانت الجمعيتان تتبادلان الزيارات خلال الأربعينات والخمسينات.
وقد فسح المجال للكشافة الإسلامية الجزائرية حتى تشارك في المخيمات والمؤتمرات الكشفية العربية، وتمّ  قبول عضويتها بعد الاستقلال في المنظمة العالمية للحركة الكشفية.
اتّسعت نشاطات الحركة الكشفية، وانتشرت الأفواج في ربوع المدن الجزائرية، واكتسبت الحركة شعبية كبيرة في أوساط المواطنين، وتحوّلت إلى مدرسة حقيقية لتلقين الشبان الأفكار الوطنية ومبادئ الإسلام واللغة العربية، والتشبع بالفكر الاستقلالي من خلال المخيمات الكشفية، وعرض المسرحيات المعبّرة عن واقع الجزائريين المزري تحت نير الاحتلال، وترديد الأناشيد الوطنية وبثّ روح الانتماء القومي في صفوف الشبان.
وفي هذا الصدد، أكّد الدكتور عبد الحميد خالدي، أستاذ بقسم التاريخ، أنّ الكشافة الإسلامية الجزائرية هي مبادرة حضارية نابعة من الحركة الوطنية لبناء جيل مرتبط بتاريخه وحضارته العربية الإسلامية. وأضاف الدكتور أنّها تنبثق من مبادئ الحركة الوطنية، وأنّها مشتلة لتكوين الرّجال.
وأضاف الدكتور خالدي في حديث مع “الشعب”، أنّ الكشّافة الإسلامية الجزائرية كانت تمثّل حصانة للشباب الجزائري على عدم الاستيلاب في ثقافة المستعمر، كما أنّها تنطلق من بناء الإنسان الجزائري النموذجي الذي يرغب في الحفاظ على ثوابته الوطنية، وتجنّب الانسلاخ في أفكار وثقافة المستعمر، وكذا غرس فلسفة المقاومة لدى الشباب الجزائري.
وفي هذا السياق دائما، أوضح الأستاذ الجامعي أنّ الكشّافة الإسلامية الجزائرية في مراحلها أثناء الثورة لعبت دورا فاعلا فيما يتعلق ببناء الشاب الجزائري حتى يكون مهيأ لتحمل المسؤولية الوطنية.
وفي ردّه عن سؤالنا حول واقع الكشافة الإسلامية الجزائرية في الوقت الراهن، أجاب الدكتور خالدي أنّ هذه الحركة الكشفية حاليا تعمل على أساس مسايرة روح العصر، آخذة بعين الاعتبار مرجعية ثورة التحرير الوطني وثوابت الحركة الوطنية، لأنّ وضعية الشاب الجزائري بعد استرجاع السيادة الوطنية تختلف عن وضعيته إبان الاحتلال الفرنسي.
وأضاف محدثنا أنّ الكشّافة الإسلامية الجزائرية انبثقت عن الكثير من المعطيات التي استلهمت الأصالة والمعاصرة، عبر المحافظة على ثقافتنا العربية الإسلامية، وفي نفس الوقت مسايرة التطور العلمي والحضاري الحاصل عبر العالم اليوم، وهي تلعب دورا في هذا المجال، كما أنّ الشاب يعرف كيف يعيش في فلك روح العصر.
زيادة على ذلك، أضاف الدكتور خالدي فإنّ قيادتها شابّة ومثقّفة ومتنوّرة، تعمل على ربط الحركة الكشفية الحالية بالماضي والحاضر، واستشراق المستقبل.  

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19546

العدد 19546

السبت 17 أوث 2024
العدد 19545

العدد 19545

الخميس 15 أوث 2024
العدد 19544

العدد 19544

الأربعاء 14 أوث 2024
العدد 19543

العدد 19543

الثلاثاء 13 أوث 2024