يعتبر الرّاحل عمر بيوش أحد مجاهدي الرّعيل الأول للثورة التحريرية المجيدة بمنطقة الأوراس، القلة الذين حضروا الاجتماع التاريخي الشهير بدشرة أولاد موسى ليلة الفاتح نوفمبر 1954، الذي تمّ خلاله توزيع الأسلحة بقيادة الشهيد مصطفى بن بولعيد، إيذانا ببداية الثورة التحريرية والعمل المسلّح من أجل تحرير الوطن.
الفقيد بيوش الذي ولد بدوار السراحنة بكيمل من أقدم مناضلي الحركة الوطنية بهذه المنطقة، حيث انخرط في صفوف حركة انتصار الحريات الديمقراطية، ليلتحق بعد ذلك بالمنظمة الخاصة التي أصبح عضوا بارزا فيها، كما شارك في عدد من المعارك الضارية التي تكبّد فيه العدو الفرنسي خسائر فادحة، على غرار مساهمته الكبيرة في فوج بعزي، هذا الأخير هاجم الثكنة العسكرية وسط مدينة باتنة ليلة أول نوفمبر.
ذكر الفقيد الذي توفي الخميس المنصرم عن عمر ناهز 97 سنة، في شهاداته التاريخية الموثّقة، أنّه حضر رفقة أبطال الثورة بدايات التحضير للثورة في الأوراس والمعارك التي قادها جيش التحرير ضد العدو، وتلك التي تكبّد فيها المستعمر خسائر كبيرة ومنها معركة تبابوشت التي احتضنتها غابة كيمل بين 27 نوفمبر و7 ديسمبر 1954، وتحوّلت إلى مقبرة جماعية لحوالي 900 جندي من قوات الاحتلال.