مؤسسة الجيش الوطني الشعبي ما تزال على العهد باقية ووفية لرسالة الشهداء، كيف لا وهو سليل جيش التحرير الوطني ويظهر ذلك جليا في تسميات الشهداء التي تطلقها على مدارسها في كل حفلة تخرج الطلبة بشهر جوان من كل سنة، مع إعطاء نبذة عن حياتهم فمثلا المدرسة العليا للبحرية بتمنفوست أطلقت اسم الشهيد فرحات أحميدة.
ولد الشهيد البطل فرحات أحميدة بتاريخ 02 ماي 1936 بعين لجمة-عين ببوش بولاية أن أم البواقي، بحيث نشأ في كنف عائلة متوسطة الحال بعرش القرازة، حفظ ما تيسر له من القرآن الكريم في المسجد، وبعد هجرة قصيرة لفرنسا بغرض العمل دامت شهرين عاد إلى مسقط رأسه حيث كان يتردد على النمامشة بقنتيس أين يقطن أخواله.
هناك عايش إنطلاق الثورة ووصل إلى سمعه صدى العمليات الأولى، وعند إندلاع الثورة التحريرية ووصول نطاقها بمنطقة أم البواقي، إلتحق الشهيد أحميدة بصفوف جيش التحرير الوطني سنة 1955، ولمعرفته القراءة والكتابة رقي إلى رتبة عريف أول وأوكلت له مهمة جمع الإشتراكات وتسجيلها، فصار من العناصر النشيطة، حيث أدى دورا بارزا في مجال التوعية وتجنيد المناضلين.
شارك فرحات أحميدة في عدة معارك، منها معركة فج الدرياس سنة 1957 بالقرب من تاملوكة والذي استعملت فيها قوات الإحتلال الفرنسي مختلف الأسلحة بما فيها الطائرات، حيث تحصن خلالها المجاهدون بالأودية والجبال، وبعد أن أظهر قدرة كبيرة في التنظيم والتفاني في الكفاح المسلح، ليرقى الشهيد إلى رتبة ملازم.
عين أحميدة بمرافقة قوافل السلاح والمجندين التي كانت تعبر الحدود، وفي سنة 1958 وإثر مرافقته لإحدى القوافل وأثناء محاولته قطع الأسلاك لعبور الخط المكهرب والملغم شال وموريس، فسقط الشهيد بصعقة التيار الكهربائي عالي التردد، تاركا وراءه مسيرة نضالية حافلة فصولها بطولات ومواقف وتاريخ مشرف.