ما قدمته للثورة الجزائرية شيء قليل وكتابة التاريخ أمانة
حليمة حارش المدعوة حليمة السعدية بنت الخونية، من حرائر الجزائر .. إلتحقت بالثورة بمنطقة سطيف وعمرها لا يتعدى 11 سنة، كانت في البداية كشفية. وحسب شهادتها لجريدة «الشعب» فإن إتصالاتها كانت مع صخري مبارك المدعو علي الذي كان يملك محلآ لبيع الأقمشة بالعلمة وعمتها عائشة التي كانت مناضلة كبيرة تتكفل بخياطة الأعلام الوطنية، بحيث كان يطلب منها المناضل صخري مبارك أخذ قطعة قماش باللونين الأخضر والأبيض إلى منزل عمتها وهم يعرفون إضافة لون أخر. القصة الكاملة لنضال المجاهدة تنشرها بالتفصيل»الشعب».
في معرض حديثها معنا، أشارت المجاهدة إلى أن راية الفرقة الكشفية المسماة «الهلال والياسمين» لعمار حارش والقصاب، خرجت من منزل عمتها زهرة حارش، وقد كانت خالتي حليمة تتنقل مع المجاهدين وبقيت معهم في النضال، قائلة:»سلاح الفداء يسلم أمام أعيني ولباس جيش التحرير كان يخيط عند عمتي أنا أحضر لهم القماش من عند محل صخري مبارك الذي يقع أمام منزلنا، عمتي عائشة هي المناضلة الكبيرة».
أضافت محدثتنا أن مسؤولي الثورة حذروها دوما بعدم معاشرة فتيات فرنسيات أومن جاليات اخرى مناوئة للنضال التحرري واستقلال الجزائر . وهوما سارت عليه المجاهدة قائلة في شهادات حية: « كان منزلنا عبارة عن مركز يأتي إليه مناضلون مثل عظيمي، ياسين معاوية، ديلمي، الطيب بن حنش، وغيرهم في فصل الشتاء مرتدين ألبسة القياد وأنا أطوف معهم وأريهم المراكز الإستراتيجية، مقرات الدرك الفرنسي» ، مشيرة إلى أن التلاميذ الذين يتراوح أعمارهم من 14 إلى 20 سنة كلهم انضموا للفداء وكلفوا بتوزيع المناشير باللغة العربية للتحرر الوطني واستشهدوا، بقي منهم حسان لاتاي الذي توفي مؤخرا.
تروي المجاهدة حليمة السعدية قصة عمها الشاب الرياضي المدعو حارش عمار الذي استشهد من أجل إستقلال الجزائر، قائلة: «تم نفي عمي الشهيد حارش عمار وشقيقه علي الذي كان لاعبا في كرة القدم من الجزائر، لأنه رفض طلب السلطات الفرنسية باللعب مع فريقها، فقد كان كشفي وعضو في الحركة الوطنية حافظ للقرآن متحصل على شهادة الأهلية ورياضي ناشط «، مضيفة أنه حينما إستدعى رئيس بلدية سطيف فال ليكرو، والد جدي وإخباره بضرورة أن يحضر إليه عمار حارش، هذا الأخير تساءل عن سبب إستدعائه. وبعد ذلك استدعته الشرطة التي طلبت منه اللعب مع فريقها لكرة القدم، وحاولت إغراءه بالماديات كإعطائه المهنة التي يرغب فيها والتكفل بشراء كسوة العيد لعائلته وكل أقاربه، لكنه أصر على الرفض لأن هدفه الأسمى هوتحرير الوطن، وبعد ثلاثة أيام جاءه الترخيص بمغادرة البلد، فأقسم بأنه سيقوم بثورة في بلد العدو، وبعد سنة عاد ليتقصى أحوال والدته ليستشهد في وطنه» أضافت خالتي حليمة.
بالمقابل أعربت المجاهدة عن إفتخارها بما قدمته للثورة ولوبالشيء القليل، مشيرة إلى أنه بداية من 1958، كان عمرها آنذاك 15 سنة تلاميذ من 14 إلى 20 سنة كلهم انضموا للفداء ونشروا المناشير باللغة العربية لفائدة الثورة واستشهدوا بقي واحد يسمى حسان لاتاي الذي توفي مؤخرا، مؤكدة ضرورة تدوين التاريخ الوطني اعتمادا على حقائق وشهادات من صنعوا الحرية حماية للذاكرة، مؤكدة باستياء وغضب أن هناك من يكتب التاريخ وهولم يشارك في النضال.»