ولد الشهيد بوزيد سعال في 9 جانفي 1919 بقرية الزايري ببلدية الأوريسيا ولاية سطيف من عائلة متواضعة تمتهن الفلاحة تعلم القرآن صغيرا، واشتغل صغيرا لمساعدة والدته بعد وفاة والده.
انخرط الشهيد في صفوف الكشافة الإسلامية الجزائرية بسطيف «فوج الحياة»، فكان نعم الفتى تربية وأخلاقا وتواضعا وشجاعة وقلة كلام، يدخل المنزل في الساعات المتأخرة من الليل وبعد تناوله وجبة العشاء يصلي ويختلي بنفسه في إحدى زوايا البيت، وفي الصباح يستيقظ مبكرا يصلي الصبح في المسجد، ولا يعود إلى البيت إلا في ساعة متأخرة، وعندما تستفسر أمه عن سر تأخره يقبل رأسها ويقول:»لا تقلقي وإن سقطت شهيدا فزغردي علي».
وفي 07 ماي 1945، علق»سعال بوزيد»العلم الوطني في أعالي «صفالو»، وفي اليوم الموالي أي 8 ماي 1945 نهض مبكرا كعادته وصلى فريضته وارتدى لباسا نظيفا وحلق شعره ثم توجه مباشرة نحو مسجد المحطة «أبى ذر الغفاري»، حاليا للمشاركة في مسيرة الفرحة بانتصار الحلفاء على النازية وحلول موعد تنفيذ فرنسا وعدها بمنح الجزائر استقلالها حيث رفعت فيها الشعارات :» الجزائر حرة» أطلقوا سراح المساجين:...»، وكان البطل «سعال بوزيد» حاملا العلم الوطني وسط فوج من الكشافة يردد الأناشيد الوطنية.
وعندما تدخلت الشرطة وأمر مفتشها «بوزيد»برمي العلم الوطني، وهو الأمر الذي لم يكن أمام البطل إلا رفضه فأخرج المفتش الفرنسي مسدسه وأطلق عليه النار على مرأى من الحشود المتظاهرة، وما إن سقط الشهيد حتى ارتفعت زغاريد النسوة عاليا، وأسرع إليه الأصدقاء لنقله إلى المستشفى لكن يشاء القدر أن يستشهد أمام مقهى فرنسا آنذاك «نقطة بيع منتوجات bcr حاليا»، واستمرت المسيرة وازدادت معها وحشية مجازر العدو لتمس جل الولاية.