المجاهد «حمة شوشان» يدعو الشعب للالتفاف حول جيشه
يعد الشهيد جبار الطيب من الرجال الأشاوس بالقاعدة الشرقية وبالتحديد بمنطقة سوق أهراس المجاهدة الذين كانوا بواسل في معارك إبان حرب التحرير الوطني في مجابهة العدوالإستعماري، خاصة معركة بوخندف الشهيرة، بحيث أنشئ وكان مسؤول التسليح بغار الدماء التونسية.
أحيت ولاية سوق أهراس والأسرة الثورية ذكراه مؤخرا لاستذكار مناقبه وإيصال رسالة الشهداء للأجيال الصاعدة من طرف المجاهد الكبير حمة شوشان الذي دعا الشعب الجزائري للإلتفاف حول جيشه لتفويت الفرصة عن كل من يتربص بالبلاد.
ولد الشهيد جبار الطيب بتاريخ 24 جوان 1930، بعرش أولاد بشيح بلدية المشروحة (سوق أهراس)، زاول دراسته الابتدائية بإحدى المدارس الفرنسية إلا انه سرعان ما غادرها لضيق حاله، ليتمّ تعليمه في كتاتيب المنطقة.. بعدما اشتد عوده وجد أن سبيله الوحيد لكسب رزقه هو خدمة الأرض وتربية الماشية، وظل على حاله إلى غاية اندلاع الثورة المجيدة وبالمصادفة يستشهد القائد (باجي مختار) بمحاذاة بيت خالته بمجاز الصفاء فكان الحدث وبالا على كامل أسرته.
أسر بعضهم والبعض الآخر فر متخفيا بين الجبال وشعابها، ومنهم الشهيد (جبار الطيب)، إلى أن إلتقى نهاية 1955 بأحد الأفواج يقوده المرحوم (حمة النبيلي) اقتاده معهم كجنديا خالصا، بذل (سي الطيب) جهده وأظهر شجاعته ليكلف بعدها بقيادة (فوج ) مشرفا على جهة من (عرش أولاد بشيح)، ثم ارتقى بعدها وتدرج في المسؤوليات إلى غاية تأسيس (القاعدة الشرقية) وإنشاء الفيالق ليكلف بنيابة قائد الفيلق الميداني الثاني آنذاك الرائد (عبد الرحمن بن سالم).
وفي شهر جوان 1957 عين سي طيب (مسؤول التسليح) بغار الدماء التونسية ليولى سنة 1958 على قيادة الفيلق الميداني الخام، خاض معه معاركه وهجوماته على الشريط الحدودي، وكذا مرافقة كتائب الولايات الداخلية عند تمرير الأسلحة والذخيرة عبر خطي (شال وموريس) إلى غاية أن استشهد بتاريخ 8 أكتوبر 1958 برتبة (رائد) إثر معركة ضارية أسموها (معركة بوخندف) الشهيرة رحمة الله عليه وعلى كل شهدائنا الأبرار.
