لا وطن لنا غير الجزائر
المجاهد مسعود نملة من مجاهدي الولاية الثانية التاريخية الذين شاركوا في حرب التحرير بكل شجاعة، وإخلاص رفقة إخوانه في النضال، بحيث إنتقلوا إلى الحدود الشرقية لجلب الأسلحة بحسب تعليمات قادته، لكنهم واجهوا عراقيل وضغط الإدارة الإستعمارية بسبب خطي شال وموريس، ما حال دون عودتهم للجزائر وبقي المجاهدون بالحدود الشرقية إلى غاية 19 مارس 1962 أي تاريخ وقف إطلاق النار.
قال عمي نملة لـ «الشعب» أن المجاهدين المرابطين بالحدود كانوا يتلقون كل الأنباء عن الثورة في الداخل، عن طريق المذياع أو من هيئة الاركان الممثلة في الراحل هواري بومدين، القايد أحمد وعلي منجلي الذين يزودونهم بكل المعلومات، ويعطونهم أوامر العمل المسلح فكل شيء منظم.
عن 19 مارس 1962 قال نملة أنه حين سماعهم بالمفاوضات التي فشلت في بدايتها ما جعل اليأس يتمالك نفوسهم ، ويجعلهم متأكدين من إستحالة الحصول على الإستقلال وما عليهم إلا مواصلة الكفاح المسلح لغاية الإستشهاد.
أضاف مجاهد الولاية الثانية التاريخية قائلا: «حين سماعنا بنجاح مفاوضات 18 و19 مارس 1962 تملكتنا فرحة عارمة، وعبرنا خطي موريس وشال لمشاركة الشعب الجزائري فرحة النصر، بحيث إستقبلنا سكان فرندة بالزغاريد والتصفيق والعناق، وعند وصولنا إلى ديارنا، لم يصدق أهلنا أننا على قيد الحياة لأن الإتصالات انقطعت بسبب الحرب.».
واصل قائلا: «تلك اللحظة شعرت كأنني ولدت من جديد، 19 مارس كان بمثابة اليوم الذي تنتظر فيه مولود جديد ويأتيك وهو الإستقلال». وجه عمي نملة رسالة لشباب اليوم، للحفاظ على الأمانة قائلا إننا لا نملك وطنا آخر غير الجزائر، وبفضل تضحيات الشرفاء والمخلصين حققنا الإستقلال، محذرا من الإنزلاقات والأخطاء.