هو جندي فرنسي مناهض للاستعمار كان يعمل في الجيش الفرنسي في الجزائر، تعاطف مع الثوار الجزائريين في نضالهم ضد المستعمر. أعدم في 11 فيفري 1957 بعد انشقاقه وانضمامه لجيش التحرير الجزائري. إنه فرناند إيفتون الذي ثار ضد الإستعمار وناضل من أجل القضية الجزائرية الذي نرصد مساره في الذكرى 62 لإعدامه.
ولد فرناند إيفتون بتاريخ 11 جوان 1926 في سالومبي المدنية حاليا في الجزائر العاصمة لأبوين معمرين فرنسي وأمه إسبانية، كان يشتغل موظفا بمصنع الغاز بالحامة بالرويسو، كان يناضل إلى جانب هنري مايو وأحمد عكاش بفرع الشباب الشيوعي منذ عام 1943، الذي تحوّل إلى فرع وحدة الشباب الديمقراطي الجزائري، إلى جانب نضاله النقابي في الوحدة الكنفدرالية العامة للعمل، ليلتحق بعدها بالوحدة العامة للنقابات الجزائرية.
دخل الجيش الفرنسي كملازم، لكنه سرعان ما تفاجأ بالوحشية الفرنسية ضد الجزائريين، وهذا ما جعله ينشق وينضم للحزب الشيوعي الجزائري ثم إلى جيش التحرير الوطني، سنة 1955 إلى جانب عبد القادر قروج، فليكس كولوزي، و محمد مشلاف، يحي بريقي، جورج أكمبورا وآخرين الذين كانوا ينشطون بالعاصمة، كما شارك في عدة عمليات استهدفت أماكن الفرنسيين، شارك إيفتون في معركة الجزائر وقام بزرع عدة قنابل أدت لمقتل الكثير من الفرنسيين.
ألقي عليه القبض في 14 نوفمبر 1956 بعد زرعه قنبلة لم تنفجر، ثم زجّ به في سجن بربروس، حيث تعرض لأبشع أشكال التعذيب لمدة ثلاثة أيام وحكم عليه بالإعدام إلى جانب مجاهدين آخرين هما محمد قنوري، وأحمد لكحناش، من طرف المحكمة العسكرية للجزائر تطبيقا للإجراءات العقابية المرخصة من طرف السلطات الخاصة التي منحها النواب الفرنسيون لحكومة غي مولي. ولم يقبل أي عضو من مجموعة المحامين الفرنسيين الدفاع عنه نظرا لتعرضهم لضغوطات كبيرة، وحينها تمّ تعيين محاميين اثنيين تلقائيا لم يتمكنوا من القيام بشيء ضد هذا الحكم.
عندما تمّت دراسة طلب العفو في مجلس القضاء صوت وزير العدل أنذاك فرنسوا ميتران لصالح إعدام إيفتون، ونفذ الحكم فيه صبيحة يوم 11 فيفري 1957، بحجة أنه أراد تفجير الجزائر حسب تصريحات جاك سوستال حاكم الجزائر أنذاك. وقد أدانت جبهة التحرير والدول المساندة لعدالة القضية الجزائرية إعدامه ووصفته بالمقيت.
دفن بالعاصمة الجزائر وتمّ تخليده بتسمية شارع باسمه وعدة مؤسسات نظير أعماله.