معركة بوخندف شاهدة على نضال الفقيد بالقاعدة الشّرقية
أحيت ولاية سوق أهراس الذكرى الـ 60 لاستشهاد قائد الفيلق الميداني الثاني البطل الشهيد جبار الطيب، أحد الأبطال الثوريين في معركة سوق أهراس الكبرى، الذين قدموا أرواحهم للوطن، بحيث أشادت الأسرة الثورية والأساتذة ببسالة هذا الشهيد في مواجهة دبابات ورشاشات الجيش الفرنسي.
استعرض أستاذ التاريخ الدكتور منادي عثمان مسيرة البطل جبار الطيب المولود بتاريخ 1930 / 06 / 24 بعرش أولاد بشيح بلدية المشروحة بسوق أهراس، مؤكدا في سياقات تاريخية متعددة أن هؤلاء الأبطال لهم الفضل الكبير في ترسيخ العمل الثوري ومقاومة المستعمر، والحفاظ على الهوية الوطنية للشعب الجزائري.
في هذا الصدد أوضح الأستاذ أن الشهيد زاول دراسته الابتدائية بإحدى المدارس الفرنسية، إلا أنه سرعان ما غادرها لضيق حاله المادي، ليتم تعليمه عند كتاتيب المنطقة، بعدما اشتد عوده وجد أن سبيله الوحيد لكسب رزقه هو خدمة الأرض وتربية الماشية، وظل على حاله إلى غاية اندلاع الثورة المجيدة.
وأشار إلى أنه بالمصادفة يستشهد القائد باجي مختار، بمحاذاة بيت خالته بمجاز الصفاء، فكان الحدث وبالا على كامل أسرته، أسر بعضهم والبعض الآخر فرّ متخفيا بين الجبال وشعابها، منهم الشهيد جبار الطيب إلى أن إلتقى نهاية 1955 بأحد الأفواج يقوده المرحوم حمة النبيلي اقتاده معهم كجنديا خالصا، مضيفا أن سي الطيب بذل جهده وأظهر شجاعته ليكلف بعدها بقيادة فوج مشرفا على جهة من عرش أولاد بشيح، ثم ارتقى بعدها وتدرج في المسؤوليات إلى غاية تأسيس القاعدة الشرقية، وإنشاء الفيالق ليكلف بالنيابة قائد الفيلق الميداني الثاني آنذاك الرائد عبد الرحمن بن سالم.
وفي شهر جوان 1957 عيّن سي الطيب مسؤول التسليح بغار الدماء التونسية، ليولى سنة 1958 على قيادة الفيلق الميداني الخامس، خاض معه معاركه وهجوماته على الشريط الحدودي وكذا مرافقة كتائب الولايات الداخلية عند تمرير الأسلحة والذخيرة عبر خطي شال وموريس، إلى غاية أن استشهد بتاريخ 8 أكتوبر 1958 برتبة رائد إثر معركة ضارية اسمها معركة بوخندف الشّهيرة.