عبد القادر نور في حوار مع ''الشعب''

تدريـس التاريـخ الوطني في كــل المراحـل التعليمية حماية للذاكرة الجماعية

سهام بوعموشة

أكد عبد القادر نور في حديث لـ''الشعب'' على هامش تظاهرة المعرض الدولي للكتاب في طبعته الـ١٧، أن كتابة تاريخ الجزائر وإظهار كل مخازن الاستعمار لا يمكن أن يكتب في عشرة سنوات، كون احتلال بلادنا دام ١٣٢ سنة من التدمير والتقتيل الوحشي التي لم ترتكب في عهد النازية، على حد قوله.
ولهذا أضاف عبد القادر نور، فإن الإحصاء الكامل لجرائم فرنسا لم تستوف. وتأسف بالمقابل، عن عدم كفاية المراجع التاريخية التي تتحدث عن حرب التحرير،  وأغلبيتها موجودة بالخارج، في حين الأجانب كتبوا عنا أكثر.
زيادة عن النقص الفادح في تدريس تاريخ الثورة بالشكل الصحيح على مستوى المدارس الجزائرية وبكل مراحلها، حسب ما أفاد به محدثنا. لكنه استبشر خيرا بعدد الطالبات اللائي يحضرن شهادة الليسانس في هذا التخصص. كاشفا في ذات السياق عن مجموعة من اصدراته التي تعد مراجع أساسية للباحثين.
@ الشعب: بداية، ما رأيكم في مستوى الاحتفالات بخمسينية استعادة السيادة الوطنية من حيث الإنتاج الإذاعي، التلفزي وإصدار الكتب؟
@@ عبد القادر نور: في الحقيقة أرى الكثير من الإصدارات والتحقيقات المتعلقة بالمناسبة سواءً في الصحافة المكتوبة، المسموعة والمرئية وهي في مستوى رائع. لكن لا أخفي وجود بعض النقائص ومع الوقت ستتوصل وسائل الإعلام الى تقديم ما تبقى من الإنتاج التاريخي. لأن سبع سنوات ونصف من الحرب التدميرية والكفاح والحرب الاستئصالية لا يمكن إنهائها في عشرة سنوات. لاسيما وأن الاستعمار الفرنسي دام ١٣٢ سنة مارس فيها كل أنواع التجهيل، التفقير، والإبادة الجماعية للشعب الجزائري. ولهذا فلا تكفي هذه السنوات لإظهار كل مخازن الاحتلال الاستطاني البغيض من جرائم وحشية لم يشهد ارتكابها في عهد النازية. وخير مثال محرقة الظهرة الذي ذهب ضحيتها قرابة الألف شخص ما بين النساء، الأطفال والشيوخ الذين أحرقوا أحياءً.
وفي هذه النقطة، أشير الى أن الإحصاء الكامل لجرائم فرنسا الرهيبة لم تستوف ولذلك ما رأيناه  في المعرض الدولي الـ١٧ للكتاب من إصدارات يعطينا نظرة مهمة للباحثين خاصة، لأن شبابنا اليوم يجد مواضيع وعناوين أمامه، مما مكّن المؤرخين الشباب من الوصول الى الكثير من الحقائق بعد استماعهم ومشاهدتهم استطاعوا غربة الحقائق ووضعها في طريقها الصحيح.
@ وبالنسبة للكتب التاريخية الموجودة حاليا، هل هي كافية؟
@@ الإصدارات التاريخية غير كافية، لأن الأجانب كتبوا أكثر منا وهذا ما يؤسف له. وأشير هنا الى أن مصادر تاريخ الثورة ما تزال خارج الوطن، ولابد من الرجوع الى الأرشيف في جميع أنحاء العالم وفي كل الوطن العربي. حيث يوجد أرشيف ''صوت الجزائر''  وأرشيف الإذاعة السرية، لكن لحد الآن لم نجد وسيلة للوصول إليه (الأرشيف)  .
@ وفي ذات السياق، هل تعتقد أن تاريخ الذاكرة الوطنية نال حظه في البرامج الدراسية ويدرس بشكل صحيح؟
@@ هناك نقصا كبيرا في تدريس تاريخ الجزائر بالبرامج الدراسية، خاصة ما تعلق بتاريخ الثورة. يجب أن يدرس بشكل صحيح وبكل مراحله من الطور الابتدائي وصولا الى الجامعة.
لكنني سعيد لأن الكثير من الطالبات قدمن مذكرات تخرج الليسانس في تخصص التاريخ وكانت في المستوى، خاصة المذكرة الأخيرة لنيل ليسانس صاحبتها كانت ممتازة بفضل بحثها واتصالاتها، استطاعت تقديم عمل كامل، وهناك طالبات أخريات يهتمن بالتاريخ على عكس الذكور.
أعتقد أن المرأة الجزائرية جد متحمسة لدراسة تاريخ الجزائر وهذا شيء يسرني.
@ في الختام، هل لك أن تحدثنا عن جديد مؤلفاتك؟
@@ لديّ تسجيلات صوتية عندما كنت أشتغل بالإذاعة الوطنية وقد حولتها الى مؤلفات أولها كتاب ضخم يضم حوار حول الثورة التحريرية، وندوات عقدت من طرف مؤرخين جزائريين شباب وأذيعت على مدى سنة، وبعد ذلك أفرغت الشرائط وأخرجتها في ثلاثة أجزاء، كل جزء يضم ١٨٠٠ صفحة وطبعت منه ثلاثين ألف نسخة.
بالإضافة الى كتاب آخر بعنوان ''المقاومة في مواجهة الاحتلال''، وهو برنامج سجلته للمرحوم محمد الطيب العلوي بباريس، بوسائلنا الضخمة آنذاك. كما تجولت في مراكز الأرشيف واستطاعت تسجيل وثيقة حول مقاومة الاحتلال الفرنسي من سنة ١٨٣٠ الى ١٩٥٤، وتم إصداره في كتاب بعنوان ''مظاهر المقاومة الجزائرية''. وتم طبع كتابين ''صوت الجزائر '' و''الحركة الطلابية أثناء الثورة'' وكتاب آخر للشيخ الغزالي يضم أحاديث الاثنين وهو ثالث كتاب يفرغ من أشرطة سمعية وبصرية وفيه مشروع آخر لإصدار مؤلفين جديدين.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19472

العدد 19472

الجمعة 17 ماي 2024
العدد 19471

العدد 19471

الأربعاء 15 ماي 2024
العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024