''ذو الجلال والإكرام...'' من أسماء اللّه الحسنى أي الذي له كل الشرف وكل الكمال، وله وحده الكرامة، فالجلال له في ذاته، والكرامة فائضة منه على خلقه.
ولقد كانت مشكلة الكفار على عهد رسول اللّه ''ــ صلى اللّه عليه وسلم ــ إنهم لم يدركوا حقيقة اللّه عز وجل، ولم يتعرّفوا عليه كما أخبرهم في كتابه العزيز، فراحوا يتخيّلون إلهاً على هواهم، ويتصورونه بالشكل الذي يناسبهم، فقد روي أن بعض المشركين واليهود جاءوا إلى النبي ــ صلى اللّه عليه وسلم ــ وقالوا: صف لنا ربك، فإن اللّه أنزل نعته في التوراة، فاحترنا من أي شيء هو...ومن أي جنس هو؟ من ذهب هو أم نحاس أم فضة؟ وهل يأكل ويشرب؟ وممّن ورث الدنيا؟ ولمن يورثها؟
وعندئذ أنزل اللّه تعالى قوله: ﴾قل هو اللّه أحد اللّه الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد﴿ (الإخلاص).
فحاشا للّه أن يكون كما يزعم هؤلاء، فهو الإله العظيم، الأول الذي ليس قبله شيء، والآخر الذي ليس بعده شيء، وهو الظاهر والباطن، وهو المبديء والمعيد الذي خلق الخلق ورزقهم.
واللّه ''ذو الجلال والإكرام'' هو الذي كتب على كل خلقه الفناء، وكتب على نفسه البقاء، فهو غير ما يتصور هؤلاء، وأبعد ما يكون عن تصورهم.
قال تعالى: ﴾كل من عليها فان ويبقي وجه ربّك ذو الجلال والإكرام﴿ (الرحمن الآيتين ٢٦ ــ ٢٧).
واللّه ذوالجلال والإكرام سبحانه ذوالعظمة والكبرياء، وذو الرحمة والجود والإحسان، المكرم لأوليائه وأصفيائه الذين يجلونه ويعظمونه ويحبونه.
قال عز من قائل: ﴾تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام﴿، (الرحمن الآية ٧٨)، والمتأمل لقوله تعالى الوارد في هذه الآية الكريمة يجد أنّ اللّه تعالى أثنى على نفسه بما هو أهل له لكي يثني عليه عباده وينزهوه عن كل نقص
وعجز، ولا يكون ذلك مجرد كلام ولكنه يكون بالقلب الخاشع الذي يخشى اللّه.
ذو الجلال والاكرام...من أسماء اللّه الحسنى
شوهد:1558 مرة