قال سبحانه وتعالى: ﴾وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا﴿ (لقمان الآية ١٥).
نزلت هذه الآية المكرمة في سعد بن مالك بن أبي وقاص القرشي الزهري، سابع سبعة في الإسلام، وأحد العشرة المبشرين بالجنة وآخرهم موتاً، وهو أحد الستة أهل الشورى، من أعظم الفرسان، وأول من رمى بسهم في سبيل اللّه.
دعا له رسول اللّه ــ صلى اللّه عليه وسلم ــ (أن يكون مستجاب الدعوة)، فكان، فتح اللّه على يديه فارس بقيادته لمعركة القادسية، وأطفأ نار المجوس، وفتح مدائن كسرى، ومن مناقبه أن رسول اللّه ــ صلى اللّه عليه وسلم ــ لم يقل لغيره: فداك أبي وأمي، فجمع بينهما، وقد قالها له رسول اللّه ــ صلى اللّه عليه وسلم ــ يوم أحد، كما روى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ــ رضي اللّه عنه ــ قال: ما سمعت رسول اللّه ــ صلى اللّه عليه وسلم ــ يفدي أحداً غير سعد بن أبي وقاص.
وقال سعد ــ رضي اللّه عنه ــ نزلت هذه الآية فيّ، كنت رجلاً بارّاً بأمي فلما أسلمت قالت: ما هذا الدين الذي أحدثت، لتدعن دينك هذا أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فتعيّر بي، قال: لا تفعلي يا أمّي، فإنّي لا أدع ديني، قال: فمكثت يوماً وليلة لا تأكل فأصبحت وقد جهدت، فقلت: واللّه لو كانت لك ألف نفس فخرجت نفساً نفساً ما تركت ديني؛ فلما رأت ذلك أكلت وشربت...فنزلت الآية.
ولما قتل عثمان بن عفان ــ رضي اللّه عنه ــ اعتزل سعد ــ رضي اللّه عنه ــ الفتنة ولزم بيته وأمر أهله ألاّ يخبروه من أخبار الناس بشيء حتى تُجمع الأمة على إمام.
ولما حضره الموت دعا بجبّة من صوف وقال: كفّنوني بها فإنّي لقيت المشركين فيها يوم بدر، ومات ضي اللّه عنه بالعقيق سنة خمس وخمسين من الهجرة وهو ابن بضع وسبعين سنة، وحمل إلى المدينة المنورة ودفن بالبقيع، ومن جملة من صلّى عليه زوجات النبي ''أمهات المؤمنين'' ــ رضي اللّه عنه ــ
صحابة نزلت فيهم آيات كريمات
سعـد بـن أبـي وقـاص...الـرّامي الأول
شوهد:1583 مرة