كان لأحد العلماء لمحات ذكية وإشراقات جلية في الحديث عن الصوم وفائدته، وعن ارتباط الصوم بشهر القرآن.. شهر رمضان، وذلك في أثناء تعرضه لآيات الصوم في كتابه القيم “في ظلال القرآن”.
ويعرف الصوم على أنه: “استعلاء على الضرورات، وصبر عن الحاجات الأولية للحياة، وتقرير للإرادة، وتوكيد لغلبة الإنسان في هذا الكائن البشري على الحيوان”.ويرى قطب من هذا المنطلق حتمية ووجوبية الصوم؛ فبه يتم إعداد النفس “لاحتمال مشقات الطريق المفروش بالعقبات والأشواك والذي تتناثر على جوانبه الرغاب والشهوات والذي تهتف بسالكيه آلاف المغريات”؛ فمن يصبر على حبس النفس عن مباحاتها ومغرياتها، قادر على جهاد الطريق المليء بالشوك والعقبات.
وعن علاقة رمضان وصومه بالقرآن؛ يتحدث قطب قائلاً: “والقرآن هو كتاب هذه الأمة الخالد الذي أخرجها من الظلمات إلى النور، فأنشأها هذه النشأة، وبدلها من خوفها أمنًا، ومكّن لها في الأرض، ووهبها مقوماتها التي صارت بها أمة، ولم تكن من قبل شيئًا.وهي بدون هذه المقومات ليست أمة وليس لها مكان في الأرض ولا ذكر في السماء. فلا أقل من شكر الله على نعمة هذا القرآن، بالاستجابة إلى صوم الشهر الذي نزل فيه القرآن”، في ليلة مباركة و”إنها لمباركة حقًّا تلك الليلة التي يفتح فيها ذلك الفتح على البشرية والتي يبدأ فيها استقرار هذا المنهج الإلهي في حياة البشر والتي يتصل فيها الناس بالنواميس الكونية الكبرى مترجمة في هذا القرآن ترجمة يسيرة..تستجيب لها الفطرة وتلبيها في هوادة، وتقيم على أساسها عالمًا إنسانيًّا مستقرًّا على قواعد الفطرة واستجاباتها، متناسقًا مع الكون الذي يعيش فيه، طاهرًا نظيفًا كريمًا بلا تعمل ولا تكلف، يعيش فيه الإنسان على الأرض موصولاً بالسماء في كل حين”.. فإذا كان القرآن هو واهب الأمة مقوماتها، فرمضان إذن بداية مولد هذه المقومات.. بداية مولد المسلم حامل هذه المقومات.
والخلاصة أن المؤمن عليه أن يعيش في رمضان ما بين شعوره بتيسير شكر الله والانصياع لأوامره، وإعداد النفس لكمالها الدنيوي والأخروي؛ بحيث تتم له فائدة الصيام الصحيح المقبول.
لمحات وإشراقـات جليـة فـي الحديـث عـن الصوم وفائدته
شوهد:948 مرة