لم توافقنا مريم في البداية على عرض تجربتها في صفحة ''شباب بلادي''، وبعد دردشة صغيرة معها ابتسمت واقتنعت وقالت ''في أي خانة أصنف أنا من بين ملايين الشباب الجزائري '' .
مريم ليست مقتنعة بالعمل الذي تمارسه، لكن الظروف هي التي حتمت عليها أن تكون ''نادلة'' في محل تقديم الوجبات السريعة.
ما جلب انتباهنا لهذه الشابة وجعلنا نفكر في أن نعرض تجربتها على صفحة ''شباب بلادي'' هي خفة روحها وسرعتها في تقديم طلبات الزبائن الذين اعتادوا قصد هذا المحل بالذات الموجود بالعاصمة.
مريم وبعد دقائق معدودات فتحت لنا قلبها وبكل صراحة قالت ''تصوروا إن كنت أحمل شهادة جامعية أو أي شهادة أخرى تحفظ كرامتي وتصون معيشتي، أفمن المعقول أن تسمح لكم الصدفة إيجادي هنا؟ طبعا لا، أقولها وأنا مقتنعة جدا أنا هذا العمل لا يليق بي ولا بالفتيات، لكن إذا أدارت لك الدنيا ظهرها وانغلقت عليك كل الأبواب، هنا تستسلم ولا يهم شيئا آخر إذا كان العمل شريفا ورزقه حلالا.
هذا العمل متعب جدا، ولا أقصد التعب العضلي لكن نظرة المجتمع واحتقارهم لنا في كثير من الأحيان، يجعلنا نتذمر، إضافة إلى استغلال صاحب المحل للعمال خاصة الفتيات، لأنهن وبكل بساطة لا يملكن قوة الرجل للدفاع عن أنفسهن. وبما أننا شباب نحتاج إلى عمل يساعدنا في وضع حجر أساس مستقبلنا، فعلينا قبول ما نجده أمامنا ونتحدى كثيرا من الصعاب التي تتطلب ذلك''.''سأتجه للتكوين وأختار ما يناسبي''كانت تتحدث مريم معنا بنبرة تشاؤمية، عكس الكثير من الشباب الذين عرضت تجاربهم من هذا المنبر، فسألناها عن الذي منعها من مواصلة دراستها أو اختيار تكوين في أي تخصص تريده؟. فردت، ''أذكركم أولا، أني لست ناقمة على الحياة، فالإنسان يولد وقد كتب له في رحم أمه إن كان سيعيش سعيدا أم شقيا، وهو قدري والحمد لله، وعلى الإنسان السعي في جلب رزقه حتى وإن تعب، لكن على مجتمعنا تصحيح نظرته لأشياء كثيرة، كما يجب على السلطات المعنية جميعها أن تأخذ بعين الاعتبار أشياء كثيرة خافية عنها تخص فئة الشباب على كل الأصعدة .
أما بالنسبة لي، فعشت طفولة قاهرة جدا لم أخترها أنا ولا أستطيع روايتها ولا أريد أن أتذكرها. وأعدكم ومن الآن أني سوف أعمل ما في وسعي لأتجه إلى مراكز التكوين وأختار ما يناسب مستواي، أو حتى مواصلة الدراسة عن طريق المراسلة فلما لا، فعلى الفتاة، الشابة امرأة المستقبل أن تكون متعلمة حتى إن لم يسعفها الحظ في الظفر بوظيفة أو عمل فعليها المساهمة في تربية الأجيال، لكي لا أكرر غلطة والدي'' .
مريم ليست مقتنعة بالعمل الذي تمارسه، لكن الظروف هي التي حتمت عليها أن تكون ''نادلة'' في محل تقديم الوجبات السريعة.
ما جلب انتباهنا لهذه الشابة وجعلنا نفكر في أن نعرض تجربتها على صفحة ''شباب بلادي'' هي خفة روحها وسرعتها في تقديم طلبات الزبائن الذين اعتادوا قصد هذا المحل بالذات الموجود بالعاصمة.
مريم وبعد دقائق معدودات فتحت لنا قلبها وبكل صراحة قالت ''تصوروا إن كنت أحمل شهادة جامعية أو أي شهادة أخرى تحفظ كرامتي وتصون معيشتي، أفمن المعقول أن تسمح لكم الصدفة إيجادي هنا؟ طبعا لا، أقولها وأنا مقتنعة جدا أنا هذا العمل لا يليق بي ولا بالفتيات، لكن إذا أدارت لك الدنيا ظهرها وانغلقت عليك كل الأبواب، هنا تستسلم ولا يهم شيئا آخر إذا كان العمل شريفا ورزقه حلالا.
هذا العمل متعب جدا، ولا أقصد التعب العضلي لكن نظرة المجتمع واحتقارهم لنا في كثير من الأحيان، يجعلنا نتذمر، إضافة إلى استغلال صاحب المحل للعمال خاصة الفتيات، لأنهن وبكل بساطة لا يملكن قوة الرجل للدفاع عن أنفسهن. وبما أننا شباب نحتاج إلى عمل يساعدنا في وضع حجر أساس مستقبلنا، فعلينا قبول ما نجده أمامنا ونتحدى كثيرا من الصعاب التي تتطلب ذلك''.''سأتجه للتكوين وأختار ما يناسبي''كانت تتحدث مريم معنا بنبرة تشاؤمية، عكس الكثير من الشباب الذين عرضت تجاربهم من هذا المنبر، فسألناها عن الذي منعها من مواصلة دراستها أو اختيار تكوين في أي تخصص تريده؟. فردت، ''أذكركم أولا، أني لست ناقمة على الحياة، فالإنسان يولد وقد كتب له في رحم أمه إن كان سيعيش سعيدا أم شقيا، وهو قدري والحمد لله، وعلى الإنسان السعي في جلب رزقه حتى وإن تعب، لكن على مجتمعنا تصحيح نظرته لأشياء كثيرة، كما يجب على السلطات المعنية جميعها أن تأخذ بعين الاعتبار أشياء كثيرة خافية عنها تخص فئة الشباب على كل الأصعدة .
أما بالنسبة لي، فعشت طفولة قاهرة جدا لم أخترها أنا ولا أستطيع روايتها ولا أريد أن أتذكرها. وأعدكم ومن الآن أني سوف أعمل ما في وسعي لأتجه إلى مراكز التكوين وأختار ما يناسب مستواي، أو حتى مواصلة الدراسة عن طريق المراسلة فلما لا، فعلى الفتاة، الشابة امرأة المستقبل أن تكون متعلمة حتى إن لم يسعفها الحظ في الظفر بوظيفة أو عمل فعليها المساهمة في تربية الأجيال، لكي لا أكرر غلطة والدي'' .